على الرغم من إعلان الجيش الأمريكي، مقتل العقل المدبر لتفجيرات مطار كابل عبر غارة استهدفت وكراً لتنظيم "داعش" الإرهابي في ولاية نانغارهار شرق أفغانستان، إلا أن القلق يتزايد يوماً بعد آخر من تفجير آخر قد يضرب محيط المطار أو مناطق أخرى في العاصمة الأفغانية، لذلك نصحت السفارة الأمريكية رعاياها أمس (السبت)، بتجنب الذهاب إلى مطار كابل بسبب تهديدات أمنية، فيما تجري عملية الإجلاء "بوتيرة سريعة للغاية". يأتي ذلك فيما قال مسؤول غربي، إن عمليات إجلاء المدنيين بمطار كابل تتواصل "بوتيرة سريعة للغاية"، مضيفاً: "نوفر مرورا سريعا لكل أجنبي لمغادرة أفغانستان خلال الساعات ال48 المقبلة"، مشيرا إلى أنه "لا علاقة بين هجوم الطائرة المسيرة وخطة الإجلاء الحالية بمطار كابل". ولا تزال عمليات إجلاء آلاف الأشخاص تواجه "تهديدات محددة وذات مصداقية" غداة الهجوم الانتحاري قرب مطار كابل، الذي خلف 85 قتيلاً على الأقل، بينهم 13 جندياً أمريكياً. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي: "نرى أنه لا تزال ثمة تهديدات ذات مصداقية.. تهديدات محددة وذات مصداقية". وفي هذا السياق، أكد البيت الأبيض إن مستشارين أبلغوا بايدن بأن الأيام القليلة المقبلة من عملية الترحيل الجارية من أفغانستان ستكون الأكثر خطورة، بينما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن المستشارين أبلغوا بايدن بأن من المرجح وقوع هجوم آخر في كابل على الرغم من أنهم وضعوا خططاً لضرب تنظيم داعش رداً على الهجوم الأول. ولفتت إلى أن القادة أبلغوا بايدن بأن لديهم الموارد التي يحتاجون إليها. وتابعت: "الأيام القليلة المقبلة من المهمة ستمثل الفترة الأخطر إلى الآن". وأعلن الجيش الأمريكي أمس تنفيذه عملية ضد "داعش" بأفغانستان، مؤكدا أن غارة بطائرة مسيّرة استهدفت عضواً في تنظيم داعش في ولاية نانغارهار شرق أفغانستان. وقال في بيان له: "استهدفت الضربة أحد المسؤولين عن التخطيط في داعش بأفغانستان"، فيما قال البنتاغون إن "العملية أسفرت عن قتل الهدف وفقاً للمؤشرات الأولية". وكان فرع تنظيم داعش في أفغانستان، والمعروف ب"ولاية خراسان"، قد أعلن مسؤوليته عن تفجير انتحاري طال مطار كابل، وتعهد حينها بايدن بأن الولاياتالمتحدة ستتعقب المسؤولين عن الهجوم، وإنه أمر وزارة الدفاع بإعداد خطط لضرب الجناة. من جهته، يرى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه على المجتمع الدولي التعامل مع طالبان لضمان أمن الجميع. وأضاف: "من المهم أن تلعب الأممالمتحدة دوراً في حماية حقوق الإنسان بأفغانستان". وتابع: "على المجتمع الدولي أن يدعم الدول المجاورة لأفغانستان فيما يخص اللاجئين". إلى ذلك، أعربت وكالات أممية عن مخاوفها من تأثير العنف في أفغانستان على جهود السلام والمصالحة، إذ أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير فولكان بوزكير أن العنف والإرهاب والوضع الأمني غير المستقر والخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين في أفغانستان تعرقل جهود السلام والمصالحة بقيادة أفغانية، وهي السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في البلاد، مشددا على أن حماية المدنيين وحقوق وحريات الشعب الأفغاني – ولا سيما النساء والأطفال – يجب أن تكون أولوية، مشيراً إلى أن ذلك شرط لا غنى عنه لتحقيق السلام المستدام والتنمية الشاملة.