يقال بين مجموعة المهندسين والميكانيكيين عبارة يوصف بها الجهاز أو القطعة التي يعملون عليها إذا لم تستجب للعمل أنها (بتهنّك)، والمقصود من هذه العبارة أن الجهاز المعني بها قد أصابه التيبّس فلم يعد يتحرك، أو حركته ليست جيدة، وبدأ يصيبه التلف، في هذه الحالة المطلوب هو إيجاد حل سريع وإصلاح ذلك التلف أو التخلص من القطعة المصابة بقطعة جديدة (لنج) تحل محلها، لتمضي المسيرة. هل تتخيل الأمر؟ لو أن ذاك الجهاز هو أحدنا وربما كُلنا أصبنا بذلك (التهنيك) وكنّا بحاجة إلى مهندس (بطل) يقوم بعملية الإصلاح مع ضمان على الصيانة أو القطعة الجديدة، وتخيل أيضاً لو كان ذلك العطل أصاب جزءًا حساساً مثل العقل والقلب، ومن المعروف أن هذه الأجزاء في الجسم حتى وإن وجدت لها قطع غيار إلا أنها غير مضمونة النتائج، والتجارب الطبية أثبتت خطورة أمر إصلاح التلف أو إحلال عضو جديد، فبالتالي هناك مخاطرة كبيرة في خوض أمر كهذا. ولكن.. هناك حل قد يكون مُرممّاً بصورة ممتازة توصلت إليه بعد تجربة شعرت خلالها بمقدار التغيير الذي بعد أن أصبت (بتهنيك) شامل مس حواسي كلها، وأوقفني عن التفكير والشعور، عشت معه في رغبة من القيام باللاشيء، وهذه هي أخطر مراحل الإصابة أن تشعر أنك لا تريد أن تقوم بأي عمل وإن أردت فكل خطوة تخطوها تعيدك لمرحلة البداية، وكأنك فأر تجارب وُضعت في متاهة ليس لها بوابة خروج. الحل أترك كل ما حولك وتوجه إلى أعلى قمة جبل تستطيع الوصول إليها، ومن ثم.. ومن ثم.. لا ليس هذا فلن أطلب منك أن تلقي بنفسك من أعلى قمة الجبل فليس من العدل أن تكون في قمة همك فأنصحك بأن تخسر آخرتك، إنما ما قصدته أن تأخذ نفساً عميقاً وتتمتع بما تراه من أعلى تلك القمة، وتستمتع بكل لحظة تقضيها، تناسى همومك مهما عظمت، لأنك عندما تنزل من مكانك لن يتغير شيء مما حولك وستبقى مشاكلك كما تركتها، إنما ما سيتغير نظرتك لتلك المشاكل والصعوبات وقدرتك على التركيز في طرق الحل، هذه هي تجربتي أنقلها بعد زيارتي لمنطقة الليث. للتواصل على تويتر وفيس بوك