وجهت واشنطن رسالة قوية لحركة طالبان، مفادها عدم الاعتراف بحكومتهم حال تمكنت الحركة من الوصول إلى السلطة عن طريق القوة في أفغانستان، إذ حذر مبعوث السلام الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أمس (الثلاثاء)، طالبان من السعي لتحقيق نصر عسكري على الأرض، وذلك بعد أن أكدت تقارير أوروبية بأن الحركة تسيطر على 65 % من أقاليم أفغانستان. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المبعوث زلماي خليل زاد يسعى للمساعدة في صياغة رد دولي مشترك للوضع المتدهور في أفغانستان، مبينة أن مبعوثها، سيضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري والتفاوض للتوصل إلى تسوية سياسية، التي تمثل السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في أفغانستان. يأتي هذا التطور وسط هجوم محموم لطالبان دام أسابيع في الوقت الذي تستكمل القوات الأمريكية وقوات الناتو من انسحابها من أفغانستان. وقد استولى المتمردون على 6 من أصل 34 عاصمة إقليمية في البلاد خلال أقل من أسبوع. وتخوض الحركة اشتباكات مع الحكومة المدعومة من الغرب للسيطرة على ثلاثة أخرى، بينها مدينة لشكرغاه، عاصمة ولاية هلمند جنوب البلاد، ومدينة قندهار، عاصمة ولاية قندهار المجاورة. ويأتي تقدم طالبان رغم إدانات المجتمع الدولي ورفض طالبان العودة إلى طاولة المفاوضات. وأوضحت إدارة بايدن مؤخرا أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابول، خصوصا في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم، فيما شن الطيران الأمريكي قصفا جويا، أمس، على مواقع حركة طالبان الأفغانية في عدة مواقع منها مديرية نجراب بولاية كابيسة، وفي هلمند، أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، مواصلة القتال والدفاع عن أمن أفغانستان واستقرارها. وقرر غني تسليح المدنيين لمواجهة الحركة المتشددة، واصفاً المحادثات مع طالبان ب "الميتة"، وفق ما نقلته "بلومبيرغ". وميدانياً، أعلنت الدفاع الأفغانية، أمس، التصدي بنجاح لهجوم مسلحي الحركة على مدينة مزار شريف، مؤكدة أيضاً صد الهجمات في إقليم باكتيا وتكبيدها خسائر كبيرة، وذلك بعدما زعمت حركة طالبان مهاجمة مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ.