يكبر أبناءنا اليوم في حضرة "السوشيال ميديا" وسطوتها، فتجلب لهم العالم كله وتقدمه لهم على طبق من فضة بين أيديهم، وهم في بيوتنا،. وبذلك تفتح لهم آفاقاً واسعة لمعرفة ثقافات العالم، ولكنها أيضاً تغز عقولهم بأفكار غريبة أحياناً، إذ ذاع سيط ما يسمى بالمؤثرين (influencers) على وسائل التواصل الاجتماعي، هؤلاء الذين يمتلكون أعداداً كبيرة من المتابعين، ويقدمون محتوى مصوراً أو كتابياً بشكل يومي. وسواء شئنا أم أبينا سنجد أن أطفالنا يشاهدون كثيراً أو قليلاً من هذا المحتوى أو من الممكن أن يكونوا من المتابعين المدمنين لهم. وتظهر المشكلة عندما نلقي نظرة أقرب على هؤلاء المؤثرين ونجد أن أغلبهم لا يقدمون شيئاً ذو قيمة، بل ربما لا يفعلون ما له قيمة في حياتهم أصلاً، ولكنهم بما يملكون من حضور ومتابعين، يستطيعون التأثير على عقول أطفالنا وطباعهم بشكل سلبي. فماذا نستطيع أن نفعل أمام هذا الكم من الأفكار؟ بالطبع لا نستطيع أن نمنع أولادنا من "السوشيال ميديا" وأمثالها بشكل قطعي، ولا يمكننا مراقبة كل ما يشاهدونه حتى نفرق لهم الطيب من الخبيث ولذلك علينا أن نمكنهم من التمييز بأنفسهم، ولكن كيف نقدر على ذلك ؟ أرى أنه لابد أن يكون لأطفالنا قدوة، مثال يحتذى به، نموذج للمؤثر الحقيقي، المؤثر الإيجابي، حتى يكون لهم بمثابة مرجع، ويضعونه دائماً في المقارنة مع أى مؤثر آخر. وإن اخترنا أن ننتقي هذا الشخص من زمننا هذا، فإني أرى أن الأميرة ريما بنت بندر أفضل اختيار لما نستطيع أن نتعلمه من حياتها. فحياة ريما بنت بندر نموذج للمؤثر الإيجابي الذي لا يتأثر بما حوله من سلبيات. فقد عاشت ريما طفولتها في أمريكا، وكبرت كأميرة بنت أهم سفراء المملكة، فرأت كل رفاهيات الحياة متاحة من المطاعم الفارهة والسيارات الفخمة والقصور الشامخة، وعاشت حياتها وسط كبار الناس وأهمهم، إلا أنها استطاعت المحافظة على تواضعها أمام كل هذه الأمور، واستطاعت التمسك بثقافتها السعودية أمام مغريات الحياة في أمريكا. فأخذت الإيجابيات من هذه الحياة والمجتمع الأمريكي، حيث تميزت باللباقة والثقافة واحترام الآخرين، ولم تتأثر بسلبيات المجتمع الغربي. لم تكتف الأميرة ريما بمركز عائلتها، وما لها من مكانة، فوالدها الأمير بندر كان سفيراً محنكاً ومن أكثرهم دبلوماسية، وهي حفيدة الملك فيصل والأميرة عفت، وهم أغنياء عن التعريف، ولكن رغم مكانة عائلتها إلا أنها أصرت على أن تكون خير سلف بالعمل والتعليم. بعد نجاحها في المجال التجاري في شركات مختلفة كان بعضها من تأسيسها، وانتقلت ريما إلى العمل الحكومي حيث شغلت العديد من المناصب المرموقة، وأثبتت نفسها وقدراتها حتى تم تعيينها سفيرة السعودية في أمريكا، وأصبحت بذلك أول سفيرة سعودية. ألهمت ريما العديد من الناس وخصوصاً الفتيات اللاتي رأين فيها قدوة حسنة ودليل على إمكانية كسر الحواجز الزجاجية التي يصنعها جزء من المجتمع ضد النساء. وعلمت ريما بمدى تأثيرها، وبالمسؤولية التي تحملها، فكانت شديدة الاهتمام بالأنشطة المجتمعية المهتمة بتمكين المرأة، حيث اشتركت مع شركة Glowork لمساعدة النساء في أماكن العمل وخصوصاً الأمهات، بالإضافة إلى إنشائها لمؤسسة ألف خير التي تعلم النساء الاكتفاء الذاتي المالي، فكانت حقاً أيقونة لتمكين المرأة، بدليل اختيارها في قائمة Forbes لأقوى 200 امرأة عربية. أرى أن الأميرة ريما بنت بندر هي مثال ممتاز يحتذى به في الجد والاجتهاد والتعلم والأخلاق والتأثير الإيجابي في نفسها وبيئتها ومجتمعها. ومن المهم أن يكون لدى الأطفال قدوة حسنة يحتذى بها، ولكن الأهم أن نساعدهم على بناء شخصيات قوية قادرة على التقكير والتطور المستقل، فبهذا يصبحون مؤثرين وليس متأثرين. أما أنتم فما رأيكم؟ فمن الذي ترونه قدوة جيدة يساعد على بناء جيل ذو شخصية قوية ؟ Effat Alsaraj is a multimedia storyteller, an agent for change and adigital communicator, She combine her passion for story-telling with her love of technology in order to deliver compelling messagesin digital form. Her mission is to use her experience, education, and technology tospark a positive change. She exemplify how her country has movedin a direction where women have the opportunity to follow theirpassion and live their dreams. شاركونا على هاشتاج #المؤثرين_السعوديين_الأحق #TrueSaudiInfluencers. #ريما_بنت_بندر