بعد ساعات قليلة من فوزه بولاية رئاسة سادسة، قتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، أمس (الثلاثاء)، متأثرًا بجروح أصيب بها في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الجيش، الجنرال عزم برماندوا أغونا في بيان له عبر تلفزيون تشاد. وقال أغونا إن "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة"، معلنا عن تشكيل مجلس عسكري يترأسه إبن الرئيس الراحل، الجنرال محمد ادريس ديبي اتنو، مبينا أن المجلس العسكري سيحكم البلاد لمدة 18 شهراً، مؤكدا حل البرلمان وإقالة الحكومة إلى جانب إغلاق الحدود البرية للبلاد. وفاز ديبي (68 عاما) بالانتخابات لولاية رئاسية سادسة أمس الأول بحصول على 79.3 % من الأصوات الانتخابية، وسط توتر أمني، إثر رصد رتل مسلحين كانوا يتقدمون صوب العاصمة نجامينا. وقامت جبهة التغيير والوفاق المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا بشق طريقها جنوبا بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات، داعية إلى إنهاء رئاسة ديبي، بينما عرض التلفزيون التشادي الرسمي، صورا لمركبات محترقة ولعدد صغير من الجثث مغطاة بالرمال. فيما هتف حشد من الجنود بجوار عشرات من المتمردين الأسرى الذين جلسوا وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم. من جهته، أدان الاتحاد الإفريقي بشدة، الأعمال التي وصفها ب"العدوانية"، التي تشنها جماعات مسلحة من خارج البلاد ضد تشاد. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد، في بيان له أمس، إنه يتابع بقلق بالغ الهجمات التي تقوم بها جماعات مسلحة ضد تشاد من خارج البلاد، عادا هذه الأعمال العدوانية تشكل اعتداء غير مقبول على النظام الدستوري واستقرار جمهورية تشاد، في وقت نظمت فيه البلاد انتخابات رئاسية منتظمة وسلمية. ولفت البيان الى أن رئيس المفوضية يجدد التأكيد على التزام الاتحاد الإفريقي الثابت بالحلول السلمية للمشاكل الإفريقية من خلال الحوار والتوافق.