كلما فشل عدوان الميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، في تحقيق تقدم على جبهة مأرب، رغم هجماتها المتتالية الموصوفة بالانتحارية من جهة أعداد القتلى والمصابين والأسرى، حولت وجهة إرهابها للنازحين لتعمق معاناتهم الإنسانية، إذ نددت 56 منظمة من منظمات المجتمع المدني اليمنية، اليوم (الأحد)، بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية وقصفها المستمر للأحياء السكنية ومخيمات النازحين بمحافظة مأرب، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، منها الصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والقصف المدفعي، والتي تسببت بمقتل وإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء. واستنكرت المنظمات صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم ميليشيا الحوثي الانقلابية، واستهدافها مخيمات النازحين والأحياء السكنية في محافظة مأرب، لافتة إلى ما ارتكبته الميليشيا من جريمة ضد الإنسانية مطلع الأسبوع الجاري، وقصفها حي الروضة بمأرب بصاروخ باليستي أدى إلى مقتل طفل وإصابة خمسة آخرين، مؤكدة أن هذه الجرائم الحوثية تمثل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين أثناء الحروب. وفي السياق ذاته، أعلنت الأممالمتحدة، أمس، نزوح 2250 أسرة جراء المواجهات في مأرب منذ مطلع العام الجاري 2021. وقالت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في بيان "اشتدت الأعمال العدائية بشكل كبير في أنحاء مأرب، ما أدى إلى نزوح 2،250 عائلة حتى الآن هذا العام". ولا يقتصر نهج الميليشيا الحوثية الإرهابية في استهداف النازحين على مأرب، حيث أحرقت الميليشيا مخيما للنازحين في قرية الحلة الواقعة شمال غرب حيس بالحديدة، إذ أفادت مصادر محلية أن الحريق امتد ساعات، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين الأسر النازحة وانهيار المخيم بشكل كلي. من جهته، حمل البرلمان العربي ميليشيا الحوثي الانقلابية المسؤولية عن زيادة تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني، وعبر عن إدانته للهجمات الإرهابية التي تشنها الميليشيا ضد المدنيين العزل، وما يمارسونه من اعتقالات وإخفاء قسري، فضلًا عن زيادة عدد النازحين. واستنكر البرلمان العربي، بشدة تجنيد ميليشيات الحوثي الإرهابية للأطفال وهو ما اتضح جلياً في التصعيد الخطير في مدينة مأرب، والذي قامت به ميليشيا الحوثي الإرهابية بتعريض الأحياء السكنية ومخيمات النازحين إلى قصف إجرامي وحشي بالصواريخ البالستية وأنواع أخرى من الصواريخ والمقذوفات، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات الرادعة ضد ما ترتكبه ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، من جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية. ويأتي التصعيد الحوثي ضد النازحين في وقت تتكبد الميليشيا الحوثية خسائر كبيرة بجبهات القتال، حيث أكدت مصادر ميدانية وعسكرية أن ميليشيا الحوثي تواصل شن هجمات انتحارية على مواقع الجيش الوطني منذ صباح السبت، وسط تصدي وإفشال الجيش والمقاومة لكل الهجمات الحوثية. وأضافت المصادر أن ما حدث خلال الساعات الماضية في مختلف الجبهات غرب مأرب، عبارة عن مجزرة وإبادة جماعية لعناصر الميليشيا الحوثي، حيث قتل من أكثر من 100 عنصر وإصابة العشرات في المعارك المستمرة.