تتصاعد الاحتجاجات في إيران رفضًا لتسليم نظام الملالي البلاد للصين عبر اتفاقية طويلة المدى مدتها ربع قرن وصفت ب" بيع إيران للصين"، إذ رفع محتجون شعار "الموت لبائع الوطن" في وجه المرشد علي خامنئي، بينما تدرس الولاياتالمتحدة إجراءات عقابية ردًا على الاتفاقية الهادفة لتفلت طهران من العقوبات. ونظم مئات المواطنين في طهران وكرج ومدن إيرانية أخرى وقفات احتجاجية، أمس (الثلاثاء)، رفضا لاتفاقية ال"25 عاما بين إيرانوالصين"، التي أثارت الكثير من المعارضة والانتقاد نظرا لطبيعتها الغامضة، وما يثار حولها من تكهنات وتفسيرات تقلق المواطنين، وتخوفهم من التبعات المترتبة على مثل هذه الاتفاقية، فيما طالب نشطاء بتنظيم احتجاجات واسعة الأيام القادمة. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "إيران ليست للبيع"، في إشارة إلى طبيعة الاتفاقية وما نشر حولها من استنتاجات تفيد بتمكن الصين بموجب هذه الاتفاقية من الاقتصاد الإيراني، وتهديد مستقبل البلاد في ظل ما يعانيه النظام من عزلة دولية بموجب العقوبات الأمريكية، كما ترددت شعارات متعددة أخرى مثل: "الموت لبائع الوطن"، و"سوف نحارب ونموت حتى نسترد إيران"، واتهم المتظاهرون النظام بأنه سلم البلاد للشركات الصينية، بحجة مواجهة الضغوط الأمريكية. وانتشرت مقاطع فيديو، تظهر وقفات احتجاجية أمام البرلمان الإيراني في العاصمة طهران للتنديد بالاتفاقية ومطالبة المسؤولين إلغائها، وتم تداول مقاطع أخرى في مدينة كرج، القريبة من طهران، تظهر الرفض والاستنكار الشعبي لهذه الاتفاقية الغامضة، حسب الكثير من المتابعين والمراقبين للشأن الإيراني، مع دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم تظاهرات واحتجاجات في عموم البلاد. وعلى الرغم من المعارضة الواسعة من الإيرانيين للاتفاقية، عيّن المرشد خامنئي علي لاريجاني مبعوثًا خاصًا له لاتفاقية التعاون الشامل مع الصين، وقال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري، إن طهران، وبعد توقيعها اتفاقية ال25 عاما مع بكين، تفكر في إبرام اتفاقية مشابهة مع روسيا. وكان مئات من نشطاء المجتمع المدني في إيران وجهوا بيانًا إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، معلنين فيه أن نظام الملالي لا يمثل الشعب الإيراني، وأن الاتفاقية مرفوضة وباطلة، وقعها النظام من أجل الحيلولة دون انهياره، وأن الشعب الإيراني يحتفظ بحقه في التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية المحتملة. وعلى الجانب الآخر، تدرس واشنطن فرض عقوبات إضافية ردًا على الاتفاقية بين طهرانوبكين، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن الولاياتالمتحدة ستنظر في تفاصيل الاتفاقية الإيرانيةالصينية التي مدتها 25 عامًا لضمان فرض عقوبات على إيران. وأشارت ساكي إلى أن واشنطن لم تدرس بعد الاتفاقية الإيرانيةالصينية، قائلة: "نهج واشنطن تجاه إيران لم يتغير بعد". وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول رد فعل له على توقيع الاتفاقية الإيرانيةالصينية، قال: "لقد كنت قلقًا بشأن هذا الأمر منذ عام"، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في هذا الصدد أن العلاقات الأمريكيةالصينية أصبحت متوترة بشكل متزايد، في إشارة إلى تداعيات الاتفاقية على علاقات البلدين المتوترة أصلًا، واحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على الصين.