جدة – مها العواودة- ياسر بن يوسف – عبد الهادي المالكي ، أبها مرعي عسيري . توقع خبراء أن تتحول السعودية إلى منظقة جذب اقليمية وعالمية، عطفاً على المبادرتين البيئيتين الجديدتين اللتين أعلنهما ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأكدوا أن زراعة 10 مليارات شجرة خلال السنوات المقبلة ستحول المملكة إلى واحة خضراء، وتساهم في تحسين (جودة الحياة) وتعود بالنفع على القطاع السياحي، والوضع البيئي في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط. وأوضح خبير التراث الطبيعي وهندسة البيئة البروفيسور أحمد الملاعبة أن المبادرات العالمية وخصوصا المبادرة الجديدة والمبتكرة لولي العهد، ستعمل على مكافحة التصحر وتثبيت التربة، كما ستسهم في عمل تغير مناخي بحيث تعمل الأشجار على فلترة الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون ونسبة تعادل 30% من نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي والبالغة تقريبا 4 آلاف جيجا طن، حيث أن دونم واحد من أشجار النخيل يساعد في فلترة 16 طنا من ثاني أكسيد الكربون يوميا. وأشار إلى أن هذه المبادرة تاتي في ظل انتشار ظاهرة التصحر وهي تراجع عنيف ودمار لمكونات الطبيعة الحيوية وغير الحيوية وخصوصا تدهور مستوى وسماكة التربة ونوعيتها في مساحات واسعة من الوطن العربي. ولفت إلى أن المشروع الريادي الأخضر المقترح سوف يساعد أيضا في تخفيف زيادة الحرارة في السعودية والشرق الأوسط وسيحد من الاحترار حيث بينت الدراسات أن كل شجرة تعمل سنويا بكفاءة 10 كوندش (كوندش الهواء المستخدم للتبريد) وتخلص الجو من 120 كيلوغراما من الملوثات. واضاف "وهنا تبرز دور الغابات الصناعية المقترحة"، مؤكدا أن التغير في التشريعات وتنفيذ الاستراتيجيات البيئية والخطط التنفيذية الراهنة بزمن ومكان معين ستدعم طرح المبادرات المختصة في بناء المدن الذكية مثل (ذا لاين). وقال رجل الاعمال وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بمكة مازن درار، أن مبادرتي (السعودية الخضراء)، و(الشرق الأوسط الأخضر) بالتواكب مع ساعة الأرض أمس الأول، يبرهن كما أكد ولي العهد على توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية، كما يجسد مكانة السعودية كمركز للأرض، ودولة محورية تقود منطقة الشرق الأوسط بما تملك من مقدرات بشرية وطبيعية كبيرة، وكونها نقطة جذب لما يقارب من ملياري مليون مسلم، يتجهون إليها 5 مرات في اليوم. وشدد على أن حديث ولي العهد يمثل نقطة فخر واعتزاز لكل سعودي يشعر بالعزة، ووطنه يطلق مبادرات مجتمعية عملاقة الواحدة تلو الأخرى، مشدداً على البعد الاقليمي الكبير للمبادرة الأخيرة التي تعنى بمساهمة المملكة في تحسين الوضع البيئي للمنطقة بشكل عام، علاوة على تحول بلاد الحرمين الشريفين إلى واحة خضراء، ولفت إلى أن الدور الريادي للمملكة باعتبارها المنتج الأول للطاقة في العالم يعزز من مكانتها ويزيد من مسؤوليتها في معالجة أزمة المناخ التي تشغل العالم كله، وتعتبر القضية الرئيسية للغرب. الحقبة الخضراء ولفت الاقتصادي الدكتور عبدالله سعد الأحمري إلى تأكيدات عراب رؤية الوطن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بأن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر، بعدما أكد على أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، علاوة على تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري الذي قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف تقريبا، الأمر الذي دفع المملكة ممثلة في القيادة الحكيمة التي تحظى بمكانة عالمية كبيرة في طرح مبادرات تخدم (الحقبة الخضراء) تساهم في تقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث ومواجهة التدهور المستمر للأرض، وتحافظ على الحياة البحرية، وتعزز من جودة الحياة في المملكة والمنطقة. وأوضح أن المبادرتين سيكون لها عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة، حيث يتوقع أن تساهم في تحويل المملكة إلى نقطة جذب عالمية، في ظل المدن السياحية المتخصصة التي أنشأتها في الفترة الماضية وعلى رأسها مدينة المستقبل (نيوم) ومشروع البحر الأحمر والقدية وتاون جدة والتطورات الكبيرة التي تشهدها العاصمة الرياض، حيث ينتظر أن يرتفع الزائرون والمعتمرون والحجاج والسياح للسعودية من 20 إلى 30 مليون زائر خلال السنوات الخمس المقبلة، لافتاً إلى أن الانتعاشة السياحية والبيئية الكبيرة التي ستساهم في توفير آلاف الوظائف، ستعود بالنفع في النهاية على الاقتصاد الوطني. صناعة السعادة ووصف المستثمر محمد الخلف، الأرقام المعلنة، كزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، أحد مفردات مساهمة السعودية في صناعة السعادة عالمياً، مشيرا إلى أنه إذا كانت فنلندا تحولت لأسعد شعوب العالم وفق المؤشر العالمي برزاعة مليون شجرة فقط حول العالم، فما بالنا بالمبادرة السعودية التي تزيد 100 مرة عن الرقم الفنلدني. وأشار إلى أنه بالاضافة إلى العوائد الاقتصادية والمجتمعية والبيئية الكبيرة للمبادرتين فإنهما ستساهمان في رفع نسبة المناطق المحمية بالمملكة إلى 30 % من مساحة أراضيها التي تقدر ب600 ألف كيلومتر مربع، وفقاً لما أعلن عنه ولي العهد، كما ستساهم في تقليل الانبعاث الكربوني وتعزز من مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 % من انتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول 2030. وقال البروفيسور عبد الرحمن الصقير الأستاذ الجامعي والمستشار البيئي إن مبادرة ولي العهد نقلة نوعية في تنمية البيئة وتحسين جودة الحياة وتقليل الملوثات وتعزير التنوع الحيوي، وهي احدى مظاهر النهضة البيئية غير المسبوقة التي تشهدها المملكه حاليا وتتسم بالشمولية وبعد النظر حيث لم تقتصر على النطاق المحلي بل شملت المستوى الاقليمي والعالمي حرصا للمحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي وهو من اهم الموارد الطبيعية. وأشار إلى أن مرتكزات ولي العهد تهدف لحماية البيئة من المهددات، وتركز على الاستزراع ونثر البذور في المناطق المحمية وفق آليات وبرامج ملائمة ومدروسة، مشيرا إلى تنوع الأشجار تبعا لكل بيئة محلية وهناك الكثير من الخيارات في هذا الشأن.