جددت الميليشيات الموالية لإيران، عدوانها على سيادة العراق باستعراض مسلح في شوارع العاصمة بغداد، وإطلاق التهديدات ضد الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية والأكراد، ما دفع الجهات الأمنية لاتخاذ إجراءات مشددة، خاصة تجاه تأمين المنطقة الخضراء، حيث مقر البعثات الدبلوماسية الأجنبية ومقرات سيادية للدولة. ويؤكد الاستعراض الذي نفذته مليشيا "ربع الله" المسلحة أمس (الخميس)، إصرار نظام الملالي على زعزعة استقرار العراق، خصوصا وأن أحد الملثمين من المليشيا وجه تهديدات مباشرة للقوات الأمريكية في العراق ولحكومتي بغداد وكردستان، محاولا خداع الرأي العام وكسب تعاطفه عبر مطالب اقتصادية، بيد أن العراقيين فطنوا للحيلة وطالبوا بردع المليشيات التي تريد التخريب لا الإصلاح. وكشفت مصادر عراقية تدليس الميليشيا الموالية لإيران برفعها مطالب اقتصادية، مؤكدة أن توقيف أبو رغيف، أحد عناصر الميليشيا، كان وراء الاستعراض المسلح في شوارع بغداد، بالقرب من وزارة الداخلية، في وقت تعمل الحكومة العراقية على كبح الميليشيات الإيرانية وفرض القانون وهيبة الدولة، إذ أعلن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في وقت سابق ملاحقة المليشيات والقضاء على الإرهاب. وترتبط مليشيا "ربع الله" بشكل مباشر بميليشيا "كتائب حزب الله" في العراق، وقامت في أوقات سابقة بحرق مقر قناة فضائية، ومقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما فجرت محلات تجارية في بغداد، وقال مصدر في وكالة الاستخبارات العراقية، إن هذه المجموعة منظمة بشكل يوحي إنها مرتبطة بجماعات أقدم وأكثر تنظيمًا، معبرًا عن اعتقاده أنهم تابعون لميليشيا كتائب حزب الله، الموالية لإيران، والتي سبق واستهدفت السفارة الأمريكية ومقرات حكومية في العاصمة العراقية. وبحسب خبراء عراقيين، فإن هجمات هذه المجموعة تحمل نسقًا واحدًا، فهي تبدأ بالتحريض من خلال عشرات الحسابات الوهمية على موقع "تويتر"، للإيحاء بأن القضية التي تهاجمها مطلب شعبي، وتنتهي بإحراق مقرات أو قنوات فضائية تعتبر معادية لها. إلى ذلك، أفاد مصدر أمني بتشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة بغداد، بعد انتشار واستعراض مجاميع ميليشيا "ربع الله" المسلحة. وقال المصدر إن هناك تشديدا للإجراءات حول المنطقة الخضراء، وإغلاق جسر الطابقين وسط بغداد لمنع عبور المسلحين من خلاله، موضحًا أن هناك انتشارا أمنيا مكثفا بالقرب من مدخل جسر الطابقين لمنع عبور أية مجموعة تابعة للجماعة المسلحة، خشية استهداف مقار دبلوماسية وحكومية داخل الخضراء. وتظل الحكومة العراقية بقيادة الكاظمي في سباق مع الزمن لكبح جماح الميليشيات التي أصبحت تشكل عبئًا ثقيلاً على الدولة، خاصة في ظل استمرار استهداف المصالح الأجنبية، بما يشكله ذلك من مخاطر على مستقبل البلاد بأكملها.