دخلت الأزمة اللبنانية منعرجا خطيرا، بعد التصريحات المتبادلة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، بينما لا يدري الشعب إلى أين ستمضي الخلافات، ومتى ستحل، وكيف المخرج من دوامة الأزمة السياسية التي عصفت بلبنان، خاصة وأن الرئيس عون وحلفاءه يرمون باللائمة على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تأخير تأليف حكومة الإنقاذ، بينما يعتبر الأخير أن تحالف "عون – حزب الله" هو السبب الرئيسي في الأزمات المتلاحقة التي تمر بها البلاد بسبب التعنت والمحاصصات في اختيار وزراء الحكومة، وهكذا يرى الشارع اللبناني أن المليشيا الإرهابية وحلفاءها سيغرقون بيروت في بحر الأزمات السياسية والاقتصادية. وأجمع مسؤولون من تيارات لبنانية مختلفة على أن تعنت عون ومن خلفه "حزب الله" يؤدي بلبنان إلى "جحيم الأزمات"، في ظل المحاولات اليائسة بتعويم المنظومة الحاكمة ولو على حساب حاضر ومستقبل لبنان، إذ أكد مستشار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة الدكتور مصطفى علوش ل"البلاد"، أن حل الأزمة اللبنانية يبدأ من تشكيل حكومة مهمة قادرة على التعامل والتفاهم مع المجتمع العربي والدولي، ويرى أن أي شيء آخر يحرف البوصلة عن تشكيل الحكومة يعني مزيدا من الانهيار حيث لا يمكن إنقاذ لبنان من أزماته المتفاقمة، مشيرا إلى أن عون يربط مصير لبنان والحكومة بتواجد صهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر في التشكيل الجديد، مؤكداً أن عون يتخذ البلد رهينة ليطمئن على هذا المصير على الرغم أن المستقبل السياسي لباسيل بات مجهولا خاصة وأن جزءا كبيرا من الشارع اللبناني يعتبره مسؤولا عن الأوضاع السيئة في لبنان. من جانبه، قال النائب اللبناني العميد وهبي قاطيشا، إن تعنت عون ورفضه التوقيع على التشكيلة الحكومية سيفاقم الأزمة، خاصة وأن من يسيطر على القرار اللبناني هو المحور الإقليمي الممانع والذي لا يريد تشكيل حكومة في لبنان دون أن يقبض ثمنها من أطراف خارجية. وأضاف" في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الحكومة تهدئة الأوضاع، يواصل رئيس الجمهورية عناده، فإما أن يكتب له الثلث المعطل أو يعيق تأليف حكومة الإنقاذ لتحقيق رغبة حزب الله"، مبينا أن هذا التعنت سيقود لبنان إلى فوضى عارمة. في السياق ذاته، شدد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله، على أن تعنت تحالف "عون – حزب الله"، ووضعه المتاريس أمام عملية تأليف الحكومة سيعمق الأزمة التي باتت غير قابلة للحل، مشيرا إلى أن استمرار إعاقة تشكيل الحكومة ينذر بتمرد وإنقلات أمني.