قطعت الولاياتالمتحدة بأن ميليشيا الحوثي تتلاعب في ملف المساعدات الإغاثية لليمنيين وتستخدمها سياسيًا لتحقيق مكاسب. وأعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن معنية بشكل كبير بالوضع الإنساني في اليمن وتدعم وصول الغذاء والوقود إلى البلاد، بما في ذلك عبر المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي. واتهم الناطق باسم الخارجية نيد برايس، الحوثيين بأنهم يقومون بتحويل مسار المساعدات الإنسانية، وعرقلتها في بعض الأحيان خاصة تلك المتعلقة بالوقود. من جهتها، قالت الخارجية اليمنية إن ميليشيا الحوثي قابلت المقترح الأمريكي للتهدئة والانخراط في التسوية السياسية بتصعيد عدوانها على المدنيين، مضيفة أن جماعة الحوثي قابلت دعوات الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمني بفتح جبهات جديدة وتصعيد عدوانها العسكري على المدنيين في مأرب وتعز والحديدة. وأشارت إلى أن الميليشيا الحوثية لا تزال تمنع المنظمات الدولية المختصة من الوصول لمكان حريق تسبب في مقتل وإصابة أكثر من 170 مهاجرا إثيوبيا، وتحاول تضليل المجتمع الدولي بافتعال أزمة للمشتقات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وكانت ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، رفضت مقترح الحل الذي طرحه المبعوث الأمريكي لليمن تيم لندركينغ، الذي أكد أنه تلقى كل الدعم من التحالف العربي في اليمن، وقال "إن الدعم السعودي أمر مهم وأساسي لمهمتنا في اليمن". من جهتها قالت الخارجية اليمنية إن هجوم الحوثيين على مدينة مأرب تسبب بموجة نزوح جديدة ومهددة لحياة أكثر من 15 ألف نازح، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري للحوثيين في الوقت الذي تتعالى فيه دعوات السلام يسعى للقضاء كليًا على المسار السياسي، وينهي جهود سنوات طويلة من المشاورات والجهود السياسية من قبل المجتمع الدولي ويقوض أي آمال أو مستقبل للسلام في اليمن. إلى ذلك، كشفت منظمة رايتس رادر ، أمس السبت، عن تفاصيل جديدة في عملية حوثية أحرقوا فيها مئات المهاجرين عمدًا بصنعاء الأحد الماضي. وقالت إن الحريق استمر أكثر من ساعة على مرأى ومسمع من القائمين على "الهنجر" الذين رفضوا حتى فتح الأبواب، وأسفر الحريق عن مقتل وإصابة أكثر من 500 محتجز، جروح أغلبهم خطيرة. وأكدت أن فرقة حوثية لمكافحة الشغب هي من أشعلت النيران في هنجر الاحتجاز داخل مصلحة الجوازات بصنعاء، بعد أن فشل القائمون على الهنجر بإنهاء إضراب المحتجزين عن الطعام. وأشارت إلى أن ميليشيا الحوثي بدأت فعلا بدفن جثث القتلى حرقًا، بسرعة كبيرة، قبل أن يعرف أحد بدقة عدد القتلى بالضبط، ونوهت إلى أن الميليشيا منعت أيضا المنظمات من تقديم أي مساعدة طبية للجرحى، وطالبت بتحقيق دولي عاجل مع ميليشيا الحوثي التي أحرقت مئات المهاجرين. وفي السياق، وجه وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك رسالة إلى جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية اليمنية للتحذير من رسالة مزورة بعثت بها ميليشيا الحوثي للأمم المتحدة تحمل شعار الوزارة، لمغالطة الرأي العام العالمي حول أحداث حرق اللاجئين الإثيوبيين في المعتقلات الحوثية. وفيما لا تزال ظروف اندلاع الحريق الذي طال مركزًا لاحتجاز اللاجئين في العاصمة اليمنية صنعاء غير واضحة، أكد عدد من اللاجئين ارتكاب عناصر الميليشيا الحوثية لتلك المجزرة المروعة، وقال سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون، إن معاملة الحوثيين غير الإنسانية للمهاجرين هي التي أدت إلى هذه الخسارة الفادحة في الأرواح.