تستمر المليشيات المدعومة من إيران في استهداف المواقع الحيوية بالعراق، لخلق الفوضى وتقويض الاستقرار، وتهديد الأمن، وهو ما أكده الهجوم الصاروخي على مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان، إذ أطلقت المليشيات 14 صاروخًا على منشأة تستضيف جنود التحالف الدولي في محيط المطار، فيما وجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة مع إقليم كردستان العراق بشأن استهداف المطار. وقال الكاظمي، إن "العمل الإرهابي الذي استهدف أربيل يتزامن مع جهودنا لإبعاد العراق عن الصراعات، ويهدف إلى خلق الفوضى وخلط الأوراق"، مؤكدا مواصلة الجهود لعدم تحويل العراق إلى حديقة خلفية للصراعات، بينما أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن استهداف أربيل يمثل تصعيدا إجراميا خطيرا وعملا إرهابيا، يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة العراقيين، مشددًا على أنه لا خيار إلا تعزيز الجهود بحزم لاستئصال قوى الإرهاب والمحاولات الرامية لزج العراق في الفوضى. وأعلنت جماعة تسمي "سرايا أولياء الدم" أمس مسؤوليتها عن الهجوم، بينما تؤكد تقارير استخباراتية وإعلامية أن "السرايا" تعد إحدى فصائل "حزب الله" العراقي الموالي لإيران، وسبق لمسؤولين عراقيين وأمريكيين التأكيد على أن مثل تلك المجموعات "واجهة" لميليشيات موالية لإيران على غرار كتائب "حزب الله"، و"عصائب أهل الحق". وفي وقت أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي، واين ماروتو، أمس (الثلاثاء)، ارتفاع الحصيلة النهائية للمصابين جراء الهجوم الصاروخي، منوهًا إلى مقتل مقاول مدني وإصابة 9 أشخاص، 8 مقاولين وجندي أمريكي، أدان رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، الهجوم الإرهابي، داعيا إلى وجوب إنزال إقصى العقوبات على من يتعدى على العراق. بدورها، عبرت وزارة الخارجية الأمريكية، عن غضبها من الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل الدولي، متعهدة بدعم التحقيقات ومحاسبة المسؤولين. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن:"نشعرُ بالغضب إزاء الهجوم الصاروخي على إقليم كردستان العراق"، لافتا إلى أن التقارير الأولية تُشيرُ إلى أن الهجمات أودت بحياةِ مُتعاقدٍ مدني وأصابت عددًا من أفرادِ قوات التحالف، من بينهم أحد الجنود الأمريكيين وعدد من المُتعاقدين الأمريكيين. وشجبت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، جنين بلاسخارت، الهجوم الصاروخي على أربيل، منوهة إلى أن مثل هذه الأعمال الشنيعة المتهورة تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار، مؤكدة على أهمية حماية العراق من الأجندات الخارجية، فيما أكد السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم الإجرامي". إلى ذلك، أدانت كل من مصر، الإمارات، البحرين، الكويت، الاتحاد الأوروبي، منظمة التعاون الإسلامي، البرلمان العربي، جامعة الدول العربية، ومنظمات إقليمة ودولية، الهجوم الإرهابي على أربيل، مؤكدة أن مثل هذه الهجمات تهدد استقرار العراق والمنطقة بأكملها، مشيرة إلى أهمية ملاحقة الجناة ومحاسبتهم بشكل عاجل. وأشارت إلى أن الهجوم الإرهابي يعد تصعيدًا خطيرًا يستهدف النيل من هيبة الدولة العراقية ويقوّض الأمن والاستقرار في إقليم كردستان العراق، ويتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية، مشددة على دعمها الكامل لما تتخذه العراق من إجراءات لحماية أمنه وصون استقراره. وأعربت الدول والمنظمات الدولية عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لموقف حازم تجاه الأعمال الإرهابية ومرتكبيها.