شهد قطاع السياحة العالمي في عام 2019 انتعاشاً غير مسبوق بلغ مستويات قياسية. وفي ضوء ذلك بدى وكأنه من شبه المستحيل أن تظهر هناك أي عوائق تقف في طريق الأفراد والتعبير عن حبهم للسفر ومدى شغفهم به، إلى أن جاء العام 2020 الذي تغير فيه كل شيء. لقد مر ما يقرب من 12 شهرًا على تطبيق إجراءات الإغلاق وفرض القيود وحالة عدم اليقين. وبالتزامن مع مطلع العام الجديد، لايزال السفر ماثلاً في أذهان الكثير من الأشخاص، وهناك العديد من الأسباب التي تخلق لدينا نوعاً من الشعور الإيجابي. وجميعنا نلاحظ مدى التقدم الذي يتم إحرازه يومياً بشأن طرح وتوفير اللقاحات. كما تقوم شركات الطيران والمطارات والحكومات على نحو متزايد بإجراء فحص كوفيد قبل الرحلة، بالإضافة إلى فتح ممرات سفر جديدة. ومع هذا، قد يكون من الأهمية الإشادة بالجهود المتواصلة التي يبذلها القطاع لتطبيق إجراءات جديدة للعناية بالصحة والسلامة والتي من شأنها جعل تجربة السفر أكثر أمانًا ومن دون تلامس. وبالرغم من أن مستقبل السفر قد يكون مفتقراً إلى التلامس، فإنه ليس بالضرورة أن يكون مفتقراً إلى التواصل، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة للعديد من الأبطال المجهولين في قطاع السفر، بما في ذلك فريق "لاونج ليجندز" في صالات المطار الخاص بنا. فريق "لاونج ليجندز" هم الموظفون المجتهدون الذين غالباً ما لا يتم الانتباه إليهم في صالات المطارات حول العالم، مع أن الفضل يعود إليهم في غرس حب رحلات السفر لدى المسافرين من خلال منحهم تجارب لا تُنسى أثناء استخدام صالات المطار. وفريق "لاونج ليجندز" هم الأشخاص وراء ابتكار تكنولوجيا تقديم الخدمات من دون تلامس إلى جانب تدابير الراحة والسلامة. كما أنهم يحرصون دائماً على تطبيق أعلى معايير التعقيم الصارمة والإجراءات الخالية من الاتصال المباشر، ولايزال الفريق يواصل تقدمه للذهاب إلى أبعد من ذلك من أجل إضفاء نوع من التعاطف الحقيقي واللمسة الشخصية على تجربة السفر. ونحن اليوم نشهد مؤشرات واضحة على بداية ما يعرف بالعصر الجديد لتجارب السفر، وذلك انطلاقاً من آسيا إلى أوروبا والشرق الأوسط وما وراءها. وقد أجرت "كولينسون" مؤخرًا مقابلات مع أعضاء فريق "لاونج ليجندز" من موظفي الصالات في أربع صالات مدرجة في شبكة "بريوريتي باس" والموزعة في أربع مواقع مختلفة حول العالم، وذلك لغرض التعرف عن كثب على طريقة تعاملهم ومواجهتهم لتحديات كوفيد والاستجابة لاحتياجات المسافرين دائمة التغير. وأظهرت النتائج بأن فرق صالات المطارات قد أصبحوا أكثر التزامًا بتأسيس هذه الروابط الشخصية والعاطفية وتوطيدها مع المسافرين اليوم. ونراهم أيضاً يدركون بشكل مباشر التحديات التي يواجهها المسافرون والقطاع، ولديهم اندفاع كبير لبذل أقصى ما بوسعهم، لا لجعل ضيوف الصالة يشعرون بالأمان والاطمئنان وحسب، بل لمنحهم فرصة الاستمتاع بأجواء الراحة والخدمة الشخصية والتواصل، وهي عناصر تساهم مجتمعة في ترسيخ حب السفر لدينا في المرتبة الأولى. وفي يونيو قمنا بطرح مجموعة جديدة من معايير الصحة والسلامة العالمية الجديدة لصالات المطارات في شبكة "بريوريتي باس". واليوم، يضمن لكم أعضاء فريق "لاونج ليجندز" ، الذين يتولون مهام الاعتناء بصالات المطارات حول العالم، الالتزام التام والصارم بهذه المعايير، بما فيها الاستخدام الشامل لوسائل الحماية الشخصية والقيام بالمزيد من أعمال التنظيف والتعقيم ووضع مخطط جديد لتوزيع المقاعد والعلامات التحذيرية والإرشادية الأرضية للتأكد من تحقيق التباعد المكاني بين مختلف مجموعات المسافرين. ويقدم الفريق كافة الإرشادات وسبل الراحة التي يحتاجها الضيوف بشكل دائم، كما أنهم يقدمون في الوقت ذاته تجربة سفر آمنة وصحية للمسافرين ولأنفسهم في ظل الوضع الطبيعي الجديد. ويُشكّل الابتكار الرقمي الهادف إلى توفير مزيد من تجارب استخدام صالات المطار من دون تلامس وسيلة أخرى لحماية الصحة والسلامة. ومن الملاحظ اليوم، أن العديد من الصالات تستثمر في التكنولوجيا الجديدة، ومع أن عملية التحول هذه ستستغرق بعض الوقت، فإن التقدم الذي تم إحرازه مسبقاً في هذا الإطار يُعد مذهلاً حقاً. وتتيح الحلول التي تم طرحها بشكل تجريبي، مثل خدمة "اطلب وأستمتع" (Ready-2-Order) ، التي تتيح لزوار الصالات من المسافرين إجراء مسح ضوئي لرمز الاستجابة السريع (QR) أو تمرير أي جهاز مزود بتقنية الاتصال قريب المدى (NFC) أمام اللافتة المتوفرة عند كل طاولة داخل الصالة حتى يتسنى لهم الإطلاع على قائمة الأطعمة والمشروبات الخاصة بالصالة واختيار ما يرضي أذواقهم ليتم توصيل الطلب مباشرة إلى الطاولة. وهذه ليست النهاية بالنسبة لخدمة تقديم طلبات المأكولات والمشروبات الترحيبية في صالات المطار المتميزة، بل إنها مجرد طريقة مختلفة لأداء المهام وإنجاز الأعمال، ولا شك بأنه سيكون هناك الكثير من الابتكارات التي سيقودها الأفراد المختصون في المستقبل. وبالتطلع نحو الأمام، فنحن ننظر بتفاؤل كبير إلى المستقبل ومتحمسون لرؤية مستوى الخدمات ذات اللمسات الشخصية الاستثنائية التي يستعد فريق "لاونج ليجندز" وسائر موظفي خدمة العملاء في القطاع لتقديمها إلى المسافرين العائدين مجدداً إلى مواصلة رحلات سفرهم. ويتولى فريق "لاونج ليجندز" مسبقاً قيادة تعافي قطاع السفر الآمن والفعال، وعندما نكون على استعداد تام للسفر سنجدهم بانتظارنا. بقلم: بريانكا لاكاني، المدير التجاري لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومدير منطقة جنوب آسيا لشركة "كولينسون"