تشتهر منطقة جازان بزراعة البن حيث تنتشر في المرتفعات الجبلية منها، في محافظات القطاع الجبلي الداير بني مالك، وفيفاء، والعيدابي، وهروب، والرّيث، والعارضة، وأنشأت وزارة البيئة والمياه والزراعة مؤخرا وحدة أبحاث للبن، بمركز الأبحاث الزراعية في منطقة جازان، وتعد الأولى من نوعها، حيث جاءت الموافقة على استحداثها لنجاح منطقة جازان في زراعة البن، وتماشياً مع رؤية الوزارة في توطين الزراعات بالمملكة وتحسين جودة المنتج الزراعي. وأسهم انتشار أشجار البن بمحافظة الداير بني مالك في تحوّل العديد من المزارع، لمشروعات سياحية ريفية، عززت طموح المزارعين نحو المشاركة الفاعلة في صناعة السياحية الريفية وإثراء تجارب السياح وتنويع الفعاليات السياحية. وتحتضن مزارع الداير نحو 122,455 شجرة بن، يقوم على زراعتها 657 مزارعًا، حيث لفت الاهتمام بالسياحة الريفية في الداير، أنظار السياح والزوار ، من خلال تجارب مميزة تنوعت بين جسر معلق يمتد لنحو 52 مترًا وبارتفاع 13 مترًا فوق ضفتي مزارع البن بوادي العين للبن الخولاني، والنزل والقرى الريفية في عدد من المزارع. وتتيح مشاريع أهالي الداير للسياحة الريفية الفرصة أمام الزوار والسياح للمشاركة والتعايش مع حياة الريف، إلى جانب المشاركة في قطف ثمار البن وجنيه خلال موسم الحصاد السنوي الذي يمتد من شهر أكتوبر وحتى شهر يناير، فضلًا عن توفير إطلالة متميزة على المدرجات الزراعية التي تشتهر بزراعات متنوعة وبخاصة خلال هطول الأمطار أو جريان السيول. وعززت تلك المشاريع الريفية النشاط الاقتصادي بالمحافظة من خلال شراكات محلية مع المرشدين السياحيين، لنقل السياح إلى المزارع والنزل الريفية، وكذلك مع الأسر المنتجة في توفير الأطعمة والمأكولات الشعبية. تشجيع المزارعين وتعمل أرامكو السعودية بوتيرة ممنهجة لتشجيع زراعة البن في جبال جازان، حيث تتولى بالتعاون مع الجمعية الخيرية في محافظة الداير بجازان وهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية التابعة لوزارة الداخلية إلى اختيار أكثر مزارع البن احتياجًا، وتوفير جميع ما تحتاجه المزارع من معدات وأدوات، وتدريب المزارعين على أحدث طرق استزراع القهوة، والاستفادة من فرص نمو هذه الصناعة في منطقة جازان، وزيادة إسهاماتها في سوق القهوة بالمملكة، وتصدير العائض عالمياً. وتأتي مبادرة أرامكو ضمن الاهتمام المستمر بزراعة البن في جبال جازان، حيث يحظى البن الخولاني الذي تشتهر به المنطقة ، حيث يتم رفع مستوى الوعي للمزارعين وكفاءتهم والعناية به لزيادة نسبة الإنتاج، وتزويد المزارعين بخزانات المياه اللازمة للزراعة، وهي العقبة التي كانت تمنع الزراعة خلال السنوات الماضية، نظرًا لشح المياه وصعوبة وصولها للمناطق الجبلية المرتفعة. معدل الإنفاق وفي السياق نفسه تسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة من أجل استثمار كنوز جبال جازان، التي تتميز بمناخها المناسب لزراعة أهم أصناف البن والتي ثبت نجاحها تحت ظروف المنطقة. وتصنف المملكة من أكثر دول العالم استهلاكاً للبن لارتفاع معدل استهلاك الفرد السعودي للقهوة، وتقدر الكميات المستوردة سنويًا للأسواق السعودية من البن ب10.000 طن، ويبلغ معدل إنفاق السعوديين على إعداد القهوة أكثر من مليار ريال، بواقع يتجاوز 60 ألف طن حسب تقديرات وزارة البيئة والمياه والزراعة، ودراسات جامعة الملك عبدالعزيز. تسعى المملكة لجعل منطقة جازان مصدرًا مهمًا لإنتاج البن، وخصوا البن الخولاني الذي يمتاز بالجودة عن بقية الأنواع، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه وتصدير الفائض عالمياً دعماً للاقتصاد الوطني وفق رؤية 2030. كما تسعى لتوثيق البن الخولاني في المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، بكل من محافظة الريث ومحافظة الداير بني مالك بغرض تسجيله في المنظمة العالمية للتراث "اليونسكو"، وسيكون تسجيله داعماً قوياً لتحقيق إنتاج أكبر يصل بالبن الخولاني إلى العالمية. حصاد المحصول يمتد حصاد محصول البن سنويا بمحافظات القطاع الجبلي بمنطقة جازان،من شهر أكتوبر وحتى شهر يناير ووفقًا لإحصاءات هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان، فإن عدد مزارعي البن وصل مطلع العام الجاري إلى 1060 مزارعًا منهم 657 مزارعًا في محافظة الداير بنسبة 62% من مزارعي البن في المحافظات الجبلية التي تشمل إلى جانب الدائر بني مالك محافظات فيفا والريث والعيدابي والعارضة وهروب، فيما بلغ عدد أشجار البن 171,384 شجرة، منها 122,455 شجرة في محافظة الداير بنسبة 71%، فيما بلغ متوسط الإنتاج السنوي 369,752 كيلوجراما. وأسهمت جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في زيادة أعداد المزارعين وزيادة أعداد أشجار البن وبالتالي زيادة الإنتاج، من خلال برنامجها لتطوير التنمية الريفية الزراعية المستدامة واستهدافها قطاع تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق البن للوصول إلى رفع الكفاءة الإنتاجية لمحصول البن، كما اتسقت تلك الجهود مع مبادرة أرامكو السعودية لزراعة البن في المحافظات الجبلية ودعم المزارعين، التي قابلها اهتمام وحرص المزارعين ورغبتهم في استصلاح مدرجاتهم الزراعية والمساهمة في الاقتصاد الوطني.وواكبت هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان ذلك الاهتمام بتقديم أكثر من 344,000 شتلة بن، من محطة الأبحاث الزراعية بالهيئة وتوزيعها على المزارعين.