عادت إيران مجددًا لنهج احتجاز الرهائن لابتزاز دولهم في نهج مخالف للقوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، وهذه المرة تحاول الابتزاز عبر سجين أمريكي لمساومة الرئيس المنتخب جو بايدن، إذ أكدت شبكة "إن بي سي" الأمريكية، أمس (الاثنين)، أن إيران أصدرت حكمًا بالسجن تجاه المواطن مزدوج الجنسية (إيراني – أمريكي) عماد شرقي، فيما قال مقربون من عائلته إن الرجل البالغ من العمر 56 عاما حكم عليه سابقا بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس والخيانة، من دون أي أدلة أو الخضوع لمحاكمة عادلة وشفافة. وأكدت عائلة شرقي أنها لم تسمع عنه منذ أكثر من 6 أسابيع، معلنة التخوف على صحته وسلامته، بعد مرور أكثر من ستة أسابيع دون أدنى فكرة عن مكانه، مبنية أنه ليس لديه أي تاريخ أو اهتمام سابق بالنشاط السياسي. وطبقا لصديقه المقرب ألقت السلطات الإيرانية القبض على شرقي أول مرة في أبريل 2018، واحتُجز في سجن إيفين بطهران حتى ديسمبر 2018، وتعرض خلال اعتقاله لاستجوابات متكررة، وعُصبت عيناه ووُضع لساعات واقفا في زاوية السجن أثناء الاستجواب، ومنع لمدة 44 يومًا من الاتصال بعائلته، مشيرًا إلى أنه اعتقل مجددا قبل شهرين، وحكم عليه بالسجن بتهمة التجسس والخيانة، دون أدلة أو محاكمة عادلة. وبالإضافة إلى عماد، يوجد 3 أمريكيين من أصل إيراني محتجزين في طهران، وهم سياماك نمازي، الذي يقبع خلف القضبان منذ 2015، ووالده المسن باكير الذي زار إيران لمحاولة الإفراج عن نجله، فاعتقلته السلطات الإيرانية، ومراد طهباز، ناشط بيئي يحمل أيضًا الجنسية البريطانية. وتنتهج إيران سياسة الضغط عبر كل الوسائل غير المشروعة بهدف مساومة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي سيتسلم مهامه رسميًا في البيت الأبيض غدًا، على العودة للاتفاق النووي وتخفيف العقوبات. وغالبًا ما تعتمد إيران دبلوماسية حجز الرهائن بهدف المساومة على قضايا أخرى، كتخفيف العقوبات المفروضة عليها أو إطلاق سراح مواطنين إيرانيين محتجزين في الخارج، أو ربما الإفراج عن أموال محجوزة، إلا أن نهجها اللا إنساني دائما يرتد عليها. يأتي هذا فيما تتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية في إيران، لدرجة دفعت شخصيات للاعتراف بأن الإيرانيين لم يعودوا يثقون في الحكومة الحالية. وقال أمين عام حزب "إصلاحات"، محمد زارع فومني، لصحيفة "صداي اصلاحات"، أمس، إن الأزمات والمشاكل الاقتصادية للشعب الإيراني باتت تتعمق يومًا بعد آخر، مؤكدا أن عدم الاهتمام بالوضع المعيشي للناس سيؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة في المجتمع وستكون لها تبعات خطيرة للغاية. وأضاف: "الناس في الشوارع والأزقة مرهقون ويقولون لا أحد يفكر فينا ولو ساد هذا الاعتقاد لدى عامة الناس فإن ذلك سيكون خطيرًا وستنتظر بلادنا مشاكل كثيرة". وذكر فومني أن الناس لم يعودوا يثقون في هذه الحكومة ولا في الحكومات القادمة، مؤكدا أن السبب في ذلك هو سوء إدارة الحكومة والمسؤولين غير الأكفاء.