فضاء رحب من الإبداع يتفاعل معه شباب وشابات الوطن، لنثر مواهبهم في مختلف المجالات، والإسهام في تعميق جودة الحياة بمفهومها الواسع وابعادها الثقافية والفنية، وفي هذا السياق تتوالى خطط رعاية الموهوبين على المستوى العام، ومبادرات خاصة من البعض، نجحت في تقديم مهارات إبداعية وأجيال من الموهوبين. ومع استشعار أهمية هذا المجال سخر الشباب طاقاتهم وقدراتهم لتفعيل وتعزيز مفهوم الابداع، من خلال منصات تحتضن المواهب وتكتشف قدراتهم وامكانياتهم لتأهيل الجيل القادم لحمل لواء الرؤية. "البلاد" استضافت عبير دهلوي التي أسست بجهود ذاتية مركزا لرعاية الموهبين استقت فكرته من برنامج جودة الحياة، رغم التحديات التي اعترت طريقها في البداية إلا أن الإصرار والعزيمة والرغبة في وضع بصمة لها في خدمة المجتمع، مكنها من شق طريقها وترسيخ فكرتها على أرض الواقع.. دهلوي سلطت الضوء على أهداف المركز ورؤيته ومخرجاته، حيث شهد خلال عامين فقط منذ انطلاقه إقبالا كبيرا من الموهوبين، لتنمية قدراتهم الابداعية وتقديمهم عبر أمسيات ولقاءات رسمية وفعاليات دورية استطاعوا عبرها وضع قدم لهم في مجالات مختلفة ومتنوعة. أكدت دهلوي أن البداية كانت صعبة لاسيما أن المركز جديد في فكرته ومضمونه وما يقدمه من برامج، حيث عملت بجهود فردية على تأسيسه وتحمل تكاليف إنشائه والحفلات واللقاءات التي تقام فيه، ليجذب خلال فترة قصيرة أكثر من 500 شخص استفادوا من الخدمات التي يقدمها. وأشارت أن فكرة المركز الذي أطلقت عليه اسم ميوز (الإلهام) قائمة على صناعة الترفيه الهادف من خلال تنوع البرامج التي يقدمها ليكون منصة للموهبين والمبدعين، حيث تشمل برامجه المجال الفني سواء في العزف على الآلات الموسيقية كالعود والجيتار والبيانو أو الغناء، إضافة إلى تقديم دروس موسيقية بإشراف الفنان مهند طلال الذي استطاع اكتشاف 10 مواهب إلى الآن في هذا المجال تكفل المركز بتقديمهم خلال الحفلات التي يقيمها ودعمهم بحملات تسويقية وصقل مهاراتهم عبر لقاءات دورية وورش عمل لتطوير قدراتهم وتمكينهم. إضافة إلى ذلك خصص المركز كل أربعاء ناديا للعود لاستعراض قدرات الشباب والشابات في العزف ولتبادل التجارب والخبرات بين الأعضاء خاصة مع تنوع ما يقدم من ألوان موسيقية سواء عربية أو غربية، حيث كانت مخرجاته مذهلة لاسيما مع تزايد الاقبال الأمر الذي أدى إلى اكتشاف مواهب سيكون لها شأن في عالم الفن مستقبلا، لاسيما الفتيات اللاتي أبدعن في العزف على الآلات الموسيقية بتنوعها، مشيرة أن عدد المستفيدين من الدروس الفنية بلغ 60 شابا وشابة. وبجانب المجال الفني توسعت فكرة المركز ليشمل مسار الرسم بمختلف ألوانه إضافة إلى النحت وتقديم ورش عمل عن فن النجارة ودورات في الخط والكتابة تحت إشراف مختصين وأصحاب الخبرة، حيث يستهدف ذوي الأفكار الابداعية، كما يهدف إلى إحياء الألعاب الشعبية القديمة والذهنية للتعريف بها وتعزيزها، إذ تقام فعاليات في هذا الاتجاه تهدف إلى تفعيل الألعاب الجماعية وتقليل تأثير الانعزال الالكتروني، وتقديم جلسات استشارية ونفسية وفعاليات متنوعة وأمسيات أسبوعية، بجانب الاهتمام بالجوانب الأدبية والثقافية إذ يعمل المركز على تنظيم لقاءات تجمع أصحاب الكلمة والمثقفين حيث تدور نقاشات إثرائية حول قضايا المجتمع والفن والرياضة وغيرها من المواضيع التي تمس الحياة. كما يعتزم المركز مستقبلا استهداف أكبر قاعدة من الشباب والشابات من خلال انتشار فعالياته خارج مدينة جدة لتشمل مناطق المملكة لاكتشاف المواهب التي لم تجد الفرصة لتقديم ذاتها، حيث سيوفر المركز الرعاية لها عبر صقل مواهبها وتعزيز قدراتها وتقديمها عبر الأنشطة الرسمية التي تنظم باستمرار، كون أحد أهدافه أن يكون قاعدة وحاضنة للجيل الجديد، خاصة أنه غير ربحي ويفرض رسوما رمزية لفتح المجال أمام الكثير من المبدعين لاكتشاف أنفسهم. وبرؤية فنية أشاد الفنان مهند طلال المشرف على تعليم الموسيقى بفكرة المركز ومخرجاته، حيث كان همزة وصل بين أصحاب الخبرات في مختلف المجالات والمستفيدين، عبر تشكيل منصة وقاعدة لانطلاق المواهب بعد اكتشافها وتطوير قدراتها وتأهيل الجيل القادم بما يتوافق مع رؤية 2030 الرامية إلى خلق مجتمع حيوي وفعال بصناعة الترفيه الهادف، كما يتسق مع التوجهات نحو تعزيز هوية فنية وثقافية للوطن الزاخر بالمواهب والمبدعين. وأكد "طلال"، أن الموهبين من مخرجات المركز استطاعوا أن يجدوا فرصة لتقديم ما في جعبتهم من قدرات، حيث بدأ عدد منهم شق طريقهم الفني بعد تلقيهم التعليم اللازم والدعم، ومستقبلا سيكون لهم اسم في عالم الموسيقى سواء العازفين أو المغنين أو أولئك في المجالات الأخرى، لاسيما في ظل الانفتاح المعرفي الذي يعد أحد ركائز رؤية المملكة.