- هاشم آل الهاشم – مها العواودة استطلعت " البلاد" آراء مجموعة من المحللين السياسيين الأجانب في الدول التي شاركت في قمة مجموعة العشرين حول البيان الختامي للقمة وفترة رئاسة المملكة، وقدرة المملكة على التغلب على الأزمات ، خاصة وباء كورونا، من منطلق ريادتها في إدارة الأزمات، حيث دعت القمة في بيانها الختامي، إلى معالجة الآثار الاقتصادية السلبية لانتشار فيروس كورونا المستجد" كوفيد – 19″، ودعم الدول الأكثر احتياجاً والفقيرة، والاعتماد على مصادر جديدة ومتنوعة للطاقة. قمة حماية الإنسانية بداية، قال المحلل السياسي الروسي أندريا أنتيكوف: إنه يمكن وصف قمة العشرين التي عقدت لأول مرة في دولة عربية، بأنها قمة حماية الإنسانية ليس على الصعيد الصحي من خلال توفير لقاح، فحسب، وإنما على الصعيد الاقتصادي، عبر التأكيد على ضرورة توفير حياة آدمية مناسبة في الدول الأكثر فقراً. وأكد أن القمة الناجحة التي رعتها المملكة ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه حال تكاتف الجهود الدولية؛ من أجل إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، الذي حصد أرواح مئات الآلاف حول العالم، كما تستطيع كافة دول العالم الحصول عليه وليست الدول الغنية فقط. وأضاف أنتيكوف، كما وضعت القمة نصب عينيها مراعاة الظروف الاقتصادية للدول الفقيرة والأشد احتياجاً بسبب ظروف فيروس كورونا المستجد، وما تعرضت له الدول من إغلاق شامل، أثر بطبيعة الحال على اقتصادات هذه الدول، بعدما تراجع الاقتصاد الدولي بشكل كبير على مدار الستة الأشهر الماضية. وأكد أن الدولة الروسية تقدر المجهودات التي بذلتها المملكة خلال فترة رئاسة الرياض لمجموعة العشرين، وما واجهتها من تحديات جسام بسبب وباء كورونا؛ إذ إن المملكة تمكنت من إدارة الأزمة من خلال قدراتها وامكاناتها المختلفة إقتصاديا وسياسيا والتي وظفتها لحساب النجاح. حماية كوكب الأرض من جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفرنسي باتريك أنجوين: إن قمة العشرين في بيانها الختامي اتسقت وبشكل كبير مع اتفاقية باريس للمناخ، حيث دعت القمة إلى العمل المشترك لحماية كوكب الأرض ومعالجة التغير المناخي والحفاظ على البيئة من التصحر، وتأثير الوباء على الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية واعتبر إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بداية العمل على تطوير أضخم منشأة للهيدروجين الأخضر في منطقة نيوم بمثابة مبادرة جديدة وجادة، من أجل أن تكون منطقة الشرق الأوسط ممسكة بزمام المبادرة لحماية المناخ من التلوث والتقليل من حدة الانبعاثات الحرارية الناتجة عن النمو الاقتصادي. وأشاد أنجوين بحرص المملكة في كلمتي الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على أهمية حماية كوكب الأرض من التلوث والأوبئة التي تعصف بالإنسان خلال هذا العقد من الزمان. دعم التوصل للقاح فاعل من ناحيته، قال هاني مينا سويدراوس المحاضر بقسم الاقتصاد بجامعة "سيدنى" الأسترالية: إن قمة مجموعة ال20 انعقدت في المملكة وسط تحديات كبيرة، أهمها بطبيعة الحال أزمة انتشار وباء كورونا، الذي أثر سلباً على اقتصاديات العديد من الدول، لاسيما الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا. وأضاف "سويدراوس" إنه على الرغم من هذه الصعوبات إلا أن المملكة لم تبخل في دعم التوصل للقاح للفيروس من خلال الدعم ب 500 مليون دولار، رغم تأثر اقتصادات العالم، كما تم توفير أكثر من 300 مليار دولار من خلال بنوك التنمية، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تعمل مع مجموعة العشرين لمساعدة البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل. وقال: إن فترة ترؤس المملكة لقمة مجموعة العشرين يحتذى بها في إدارة الأزمات الاقتصادية، فبفضل سياسة المملكة وعلاقاتها مع دول العالم والمجموعة تمكنت من ضخ ما يزيد عن 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لدعم الشركات وحماية سبل العيش للأفراد ويعد ذلك إسهامًا غير مسبوق من قبل مجموعة العشرين.
خيارات جديدة للتعاون كما أشادت الصحفية الروسية إرادة زينالوفا بنجاح قمة العشرين هذا العام وقالت :"كان نجاحًا كبيرًا للمملكة في تنظيم مثل هذا الحدث العظيم للعالم بأسره، إنه مهم للغاية في الوقت الحالي ، لأن فكرة النضال المشترك ضد فيروس كورونا وفكرة اللقاح ستحسن حقًا الوضع في الأسواق العالمية". وأضافت "آمل أن تجد روسيا والمملكة ، كالعادة ، خيارات وإمكانيات لتوحيد جهودهما في هذا المجال". وأكدت أن دول مجموعة العشرين ستكون قادرة على إيجاد خيارات جديدة للتعاون اقتصاديا. الالتزام بالتعاون المشترك من جانبه قال أستاذ السياسة الخارجية والجيوبوليتيك في جامعة أثينا في اليونان ونيس في فرنسا ، كبير الباحثين والمستشرقين في مركز الدراسات الاستراتيجية والتأهيل الأوروبي الدكتور جورج تزاكوبولوس خلال قمة العشرين ظهر الالتزام بالحد المعقول للتعاون رغم الصعوبات، حيث من الواضح أن المملكة والصين تلتزمان بمبدأ التعددية وتعتبران مجموعة العشرين منتدى مفيدا حيث يمكن اتخاذ قرارات مشتركة، على سبيل المثال، التشارك في آلية تخفيف الديون ذات الصلة ، لا سيما في أفريقيا، وتبادل القادة والمجتمع الدولي أفكارًا مهمة لزيادة تسهيل التعاون ، هذه هي الطريقة التي يمكننا بها تحقيق الرخاء المشترك ، وهي مبادرة مهمة للغاية تولد المزيد من الثقة". كما عبر الصحفي الياباني في صحيفة يوميوري اليومية أويتشي هيرومي عن فرحته بنجاح قمة العشرين في الرياض رغم أنها عقدت عن بعد، وقال" بالفعل كانت قمة العشرين هذا العام ناجحة للغاية في ظل الظروف الحالية الاستثنائية بسبب جائحة كورونا، ومما لا شك فيه أن التوزيع العادل لحصص لقاح فيروس كورونا بين شعوب العالم هو أمر هام وهذه هي مسئولية دول مجموعة العشرين لضمان تنفيذ هذا التوزيع العادل، والوقت الحالي جعل الدول تتعاون مع بعضها البعض وعدم سعى أي دولة من الدول تجاه مصلحتها فقط". مؤكداً أهمية المبادرات السعودية في هذا الشأن، والتي في حال تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، ستؤول إلى نتائج من الناحية اللوجستية. ويرى أن البث المباشر لفاعليات القمة ونشر البيانات الصحفية المتعلقة بكل الفاعليات مضت بشكل منظم دقيق وفي وقته دون تأخر وبشكل انسيابي، الأمر الذي مكنه من تغطية فاعليات القمة العالمية التي قادتها السعودية بدون مشاكل. دور رائد للمملكة من جهته قال المحلل السياسي الروسي كيفورك ماكس خاجيريان إن نجاح قمة العشرين التي عقدت لأول مرة في بلد عربي في ظل الظروف الاستثنائية يؤكد قوة قيادتها لهذا العام، وأن أهمية هذا الاجتماع تأتي انطلاقا من المبادرات والخطط لمعالجة عدد من المشاكل المتعلقة بالنمو العالمي وأزمة الديون التي لا تستطيع الدول الفقيرة دفعها وأزمة البطالة والاقتصاد العالمي وإيجاد لقاح كورونا. وأضاف:"لقد تبين دور المملكة العربية السعودية الكبير وجهودها الدولية في حماية الإنسان من خلال مبادراتها الإنسانية "، كما أكد على أهمية الدور الرائد الذي تقوم به المملكة في عدد مجالات عالمية وإقليمية أهمها البيئة والحد من تأثيرات الظواهر الجوية حيث حققت المملكة نقلة نوعية في مجال حماية البيئة وصون مواردها، وذلك إدراكا بأهمية البيئة والحفاظ عليها، ويرى أن ذلك جزء لا يتجزأ من التنمية والتخطيط السليم، حيث شاركت المملكة العربية السعودية بشكل مؤثر في الجهود الدولية للحفاظ على البيئة. أفكار جديدة لخدمة العالم وأكد المحلل السياسي الروسي ديميتري بريجع أن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تقود بحكمة مجموعة العشرين انطلاقا من حرصها الدائم على مساعدة الغير، ونجحت في تقديم أفكار جديدة لخدمة منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. وأضاف :" السعودية هي الدولة البارزة التي عملت لسنوات لمساعدة الدول المجاورة وكانت اليد القوية لمساعدة الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية وكوارث بيئية، وغير مستغرب ماقدمته خلال هذا العام الاستثنائي". وأشار إلى أن المبادرات التي عملت عليها المملكة وطرحتها خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين مهمة جدا للإنسان والاقتصاد والتجارة حيث تعد مبادرة إصلاح منظمة التجارة العالمية التي من مهمتها بناء خطة مشتركة للدول المعنية للعمل وفقها لحل المشاكل الاقتصادية وزيادة نسبة الاستثمارات بين الدول وستساعد على حل أغلب المشاكل العالقة في المنطقة من ضمنها حل البطالة التي خلفتها أزمة كورونا . وأكد أن روسيا تعتبر المبادرة السعودية هامة لأنها تلتقي مع المصالح الروسية بسبب العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين والنقاط المشتركة.