لا شيء مستحيل أمام شغف حقيقي ومحاولات مدروسة وإصرار لا يعرف الكسل ؛ اعتقد أن الغالبية العظمى تتفق معي حول هذه الفكرة ؛ ولكن متى يتولد هذا الشغف الذي يدفع الإنسان نحو الهدف؟ وكيف تكون المحاولات ؟ وماذا عن ماهية ذلك الإصرار؟ للإجابة عن كل تلك التساؤلات دعونا نعود لمراحل مبكرة من حياة الإنسان وتحديداً مرحلة الطفولة وإلى ما بعد مرحلة المراهقة، تلك المراحل الحياتية التي تتشكل بها معظم القناعات والأفكار التي قد تتحكم بأسلوبنا مدى الحياة ؛ وإن كان هناك فئة قد تتخلص من بعض تلك القناعات في مراحل متأخرة ولكن هناك فئات أخرى تظل حبيسة لها بكل تفاصيلها. ومن جملة تلك الأفكار وعلى سبيل الذكر لا الحصر سأتحدث عن فكرة تتعلق بالقدرات البشرية وتحديداً ما نجده من تركيز من قبل المربين والمربيات على حث أبنائهم وبناتهم على الاهتمام بجوانب التحصيل العلمي، ودائماً ما نسمع عبارة احرص على تعليمك فقط. نعم ؛ أؤمن تماماً بمدى أهمية التعليم ؛ وكذلك ضرورة وجود الشهادة العلمية خصوصاً في ظل ما نشهده من تنافسية عالية في هذا الشأن ؛ ولكن لماذا لا نجد اهتماماً يوازي ذلك الاهتمام في جانب المهارات الشخصية للنشء إضافة إلى تنمية قدراتهم الإبداعية فيما قد يحبونه من هوايات ؛ مع الحفاظ على التوازن بينها وبين حياتهم التعليمية. بكل بساطة أستطيع القول بأن الحياة ليست عبارة عن معارف نظرية مجردة ؛ وإنما من المهم أن يكتسب فيها الفرد مهارات شخصية يوظفها بجانب ما اكتسبه من معارف، كما أن للهوايات والمواهب تأثيرا نفسيا يُعطي للحياة قيمة جميلة. إذا ؛ لنحرص على أن نولد ذلك الشغف وننميه في نفوس أبنائنا وبناتنا منذ الصغر ؛ ولنعلم أنه متى ما استشعروا ذلك فستكون محاولاتهم نحو الوصول لأهدافهم واعية، وسيكون إصرارهم بقدر عزائمهم وسيصلون إلى ما يصبون إليه بإذن الله. البريد الإلكتروني : [email protected]