في وقت يتجاهل النظام الإيراني جرائمه بحق شعبه وتحويله البلاد إلى أكبر سجن في العالم تمارس داخل أقبيته أبشع صنوف القهر والتعذيب، يتدخل في شؤون الدول الأخرى، ويحاول تضخيم الحوادث الفردية غير الممنهجة، للتعمية عن انتهاكاته المتواصلة والمنافية لحقوق الإنسان، مما حدا بالولايات المتحدة لإعادة تذكير المرشد الإيراني خامنئي بالجرائم التي اقترفتها أجهزة قمعه بحق المتظاهرين الإيرانيين، خاصة في نوفمبر الماضي، في حين تشهد إيران احتجاجات متصاعدة على أحكام إعدام المتظاهرين والاعترافات القسرية التي تحصل عليها أجهزة النظام تحت التعذيب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، في تغريدة على "تويتر"، أمس (الأحد)": "بلطجية خامنئي قتلوا 1500 شخص في شوارع إيران في نوفمبر الماضي، بينهم 23 طفلاً على الأقل، هؤلاء كانوا يستحقون الحرية والمستقبل وليس رصاص قوات الباسيج". جاء ذلك ردًا على انتقاد المرشد الإيراني خامنئي الشغب الحاصل في مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن الأمريكية. يأتي هذا، فيما تجاهل المرشد ونظامه حملة الاحتجاجات في بلاده ضد أحكام إعدام المتظاهرين، المنددة بالاعترافات القسرية التي تحصل عليها أجهزة النظام تحت التعذيب، والمطالبة بالإفراج عن الناشطين المعتقلين في السجون الإيرانية، الذين شاركوا في تظاهرات مناهضة للنظام، وأصدر القضاء عليهم أحكامًا بالإعدام. وكانت تظاهرات نوفمبر التي انطلقت العام الماضي احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات ثم تطورت للمطالبة بإسقاط النظام، قد أسفرت على مقتل مئات المتظاهرين الشباب، واعتقال الآلاف. وأفاد مسؤولون بوزارة الداخلية الإيرانية في حينه بأن حوالي 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات، في أقل من أسبوعين في مختلف أنحاء البلاد، بينهم 17 في سن المراهقة وحوالي 400 امرأة، كما قالت مصادر على صلة وثيقة بالمقربين من خامنئي إن المرشد أمر المسؤولين بفعل كل ما يلزم لإنهاء الاحتجاجات، في إشارة إلى مسؤوليته المباشرة عن قتل المتظاهرين. في غضون ذلك، أفادت منظمات حقوق الإنسان الإيرانية، أمس، أن محكمة أصدرت حكماً بالإعدام "مرتين" على نويد أفكاري، وهو بطل مصارعة يبلغ من العمر 27 عاماً تم اعتقاله في أعقاب احتجاجات أغسطس 2018 في مدينة شيراز، جنوبإيران. وأطلق نشطاء حقوق الإنسان ومعارضون سياسيون حملة عبر مواقع التواصل، وعبروا عن قلقهم من احتمال تنفيذ حكم الإعدام ضد "أفكاري" وطالبوا بوقفه. جاء ذلك، بعد رفض إعادة المحاكمة بطلب من "أفكاري" الذي قال في رسالة مسربة من السجن، إنه أدلى بجميع الاعترافات "قسرا وتحت التعذيب". وأدان لين خودوركوفسكي، أحد كبار مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية، حكم إعدام الرياضي الإيراني وغرد عبر " تويتر"، قائلا إن "النظام الإيراني المجنون يقتل أفضل وأذكى مواطني هذا البلد، الآن نويد أفكاري الرياضي الشاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بسبب احتجاجه على جريمة، على العالم وخاصة الرياضيين، الاحتجاج لوقف تنفيذ هذا الحكم". يذكر أن الاعترافات القسرية تحت التعذيب للناشطين والمعارضين والتي يبث بعضها في برامج إعلامية، سلوك ممنهج للنظام الإيراني، قوبل بإدانة وانتقادات متكررة من قبل منظمات حقوق الإنسان.