أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية أن دعم السودان في الوقت الحالي يعد استثماراً مهماً للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي مشيراً إلى أن المملكة ستعمل ما في وسعها حتى يتبوأ السودان الشقيق مكانه الطبيعي في مقدمة الدول العربية والجوار الافريقي ودول العالم. جاء ذلك لدى استضافة المملكة أمس الاجتماع الثامن لأصدقاء السودان، بصفتها رئيسًا لمجموعة أصدقاء السودان، والذي عقد مرئياً برئاسة سموه ومشاركة رئيس وزراء جمهورية السودان عبدالله حمدوك وجمهورية جنوب السودان، ضيف شرف الاجتماع. وأكد سموه أن عملية السلام مرتبطة بشكل مباشر بمسائل التنمية والإصلاح الاقتصادي، مقدرا جهود الحكومة الانتقالية في مواجهة التحديات الاقتصادية التي فاقمت جائحة كورونا منها، مؤكداً ضرورة مواصلة الدعم من جميع الشركاء للحكومة الانتقالية في سبيل التنفيذ الفعّال للإصلاحات الاقتصادية في الوقت المناسب، والسعي للبدء في عملية التخفيف من ديونه. وجدد سموه التأكيد على الدعم السياسي الكامل لجهود رئيس الوزراء السوداني الحثيثة في سبيل إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق آمال الشعب السوداني المشروعة في الحرية والعدالة والسلام ، وقال:" نحن نعي أن الطريق لتحقيق السلام المستدام والتنمية والازدهار في السودان محفوف بالتحديات والصعوبات إلا أنه السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من محنته ، كما أننا نشدد على أهمية احترام سيادة السودان واستقلال قراره ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع في سبيل الوصول إلى سلام شامل يعزز وحدته الوطنية وأمنه الإقليمي". من جهته، أكد دولة رئيس وزراء جمهورية السودان عبدالله حمدوك، أن بلاده تريد وقف الاقتتال وتحقيق السلام. وقال: "نحن في الحكومة الانتقالية نتمتع بشفافية تامة تجاه الشعب". وأشار إلى أن السودان يعمل على رفع قدرة الاستجابة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والشعب السوداني أمامه تحديات كثيرة. ونوه إلى بعض الخطوات على الصعيد السياسي ومرحلة تشكيل الحكومة الانتقالية والإعلان عن بطاقة الدستور، مشيراً إلى أن هناك إجراءات تتم حالياً وخطوات من أجل الإصلاح والتغيير والتقدم الذي تم إحرازه في مجالات عدة كحرية التعبير عن الرأي وقطاع الأمن وهذه النقاط تم الاتفاق عليها. وأضاف "رفع اسم السودان في الأممالمتحدة عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب، هذه المسألة نقدرها وهذه الخطوات أثبتت النجاح، وهذا يبرر أهمية التعاون وخلق فرص لتحقيق السلام الشامل والعادل". وأردف "بالشراكة القوية نتكمن معا من مواجهة الكثير من التحديات وكل ما يهدد مستقبل السودان". فيما أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن المملكة من أكبر الداعمين للسودان في الماضي والحاضر، وتحرص على عودة الانتعاش والتنمية الاقتصادية المستدامة إلى هذا البلد العريق، وتسعى جاهدة مع شركائها من أصدقاء السودان لدعم كل ما يحقق الاستقرار السياسي وعودة الاقتصاد والحياة إلى ما يحقق طموحات الشعب السوداني الشقيق. إلى ذلك، أكد وزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان، أن "المملكة تعي جيداً أن السودان يتكبد تركة النظام السابق والاطماع الإقليمية التي أسهمت في مفاقمة الصراعات المجتمعية والقبلية بهدف استغلال موارده والهيمنة عليه؛ ومن هنا فإننا نناشد شركاء السلام في السودان التكاتف من أجل طي صفحة الخلافات والنزاعات والولوج إلى مستقبل يعمه التفاهم والمصالحة والإخاء". في السياق ذاته، أكد المشاركون في الاجتماع الثامن لأصدقاء السودان التزامهم بمواصلة العمل مع الحكومة الانتقالية في طريقها لتحقيق سلام دائم وعادل والازدهار في السودان.