كشفت تقارير أمريكية عن خطورة كبيرة تشكلها ناقلة النفط "صافر" الموجودة في المياه الإقليمية اليمنية، معتبرة أن الناقلة المهجورة بسبب تعنت الحوثيين ومنعهم الفريق الفني التابع للأمم المتحدة من تقييم خزانها النفطي، ربما يعرض المنطقة لكارثة أشبه بالتي حدث في مرفأ بيروت. وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن ناقلة النفط اليمنية المهجورة تجدد المخاوف من انفجار كارثي آخر بعد الذي حدث في لبنان، باعتبار أن "صافر" مليئة بالمواد المتفجرة وبقيت متوقفة لسنوات في مياه الخليج. ولفتت إلى أن الخبراء دقوا أجراس الإنذار مرارًا وتكرارًا، محذرين من كارثة كبيرة يمكن الوقاية منها، ومع ذلك تجاهلت المليشيات الحوثية تلك التحذيرات، مشيرة إلى أن الساحل الغربي لليمن، مهدد بإحداث أسوأ تسرب نفطي على الإطلاق في العالم وأضرار بيئية لا توصف، وربما يشابه الدمار ذلك الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت مع عواقب وخيمة محتملة على سكان اليمن الذين يعانون من ويلات الحرب الحوثية. ووفقًا لتقارير الأممالمتحدة، تتسرب مياه البحر بالفعل إلى السفينة، في وقت حذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من "كارثة بشرية واقتصادية وبيئية في حال غرق صافر أو انفجارها"، فيما قالت الحكومة اليمنية، إن الأممالمتحدة أرجأت موعد وصول الفريق الفني التابع لها المخول بتقييم خزان صافر إلى أجل غير مسمى، بسبب تعنت الحوثيين، الذين وضعوا شروطاً تعجيزية جديدة على من أجل إبقاء خزان صافر رهينة بيدها، لتستخدمه كسلاح وورقة ابتزاز سياسية دون اكتراث للتبعات الخطيرة التي قد تنجم عن تسرب الخزان. وقال المدير التنفيذى للمركز العربى للبحوث هانى سليمان، إن أزمة الناقلة "صافر" تعكس حالة اللامبالاة الحوثية وتعريضها لحياة ومصير الشعب اليمني للخطر، وهو انعكاس لما تفعله أذرع وميليشيات إيران من تخريب بالمنطقة، سواء كان "حزب الله" في لبنان، أو العراق، وسوريا، وتستهين الآن بأرواح ومصير الشعب اليمني؛ بترك ناقلة عالقة منذ 2015 قبالة الساحل اليمني، وعلى متنها حوالي 1,1 مليون برميل من النفط الخام. واعتبر سليمان، أن سياسات الحوثيين تمثل تلاعبا بمصير وحياة اليمنيين؛ مبيناً أن ترك الحوثيين للناقلة بدون تحمّل كلفة صيانتها عرضها للتآكل، علاوة على التراكم الخطير لغازات قابلة للانفجار فيها، وهو ما يجعل شبح نكبة بيروت يطل على اليمن؛ بنفس الأيادي ونفس الفساد والإهمال والقتل المتعمد من الأذرع الإيرانية للشعوب العربية. وأضاف "حال انفجرت السفينة فإنها تدمر 500 كيلومتر مربّع من الأراضي الزراعية يستغلها نحو 3 ملايين مزارع، ينما ستؤثر الملوثات الهوائية على أكثر من 8 ملايين شخص. وهو ما قد يؤدي أيضاً لغلق مينائي الحُديدة والصليف لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهر، ما سيخلق مجاعة ويعمق معاناة اليمنيين.