تظل مظلة الخير في المملكة رافدا تدعمه الجمعيات الخيرية واصحاب الايادي البيضاء حيث ان المجتمع السعودي مجبول على فعل الخير ومساعدة المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من الحالات التي تتطلب العون والمساعدة والوقوف بجانبها وخلال هذا الشهر الفضيل تضيء مصابيح الخير من المحسنين والجمعيات الخيرية على كافة تخصصاتها . وفي هذا الصدد كشف ل( البلاد ) مدير عام جمعية الوداد لرعاية الأيتام الدكتور ضيف الله بن أحمد الحقوي ، إن جمعية الوداد لرعاية الايتام تحرص على تحقيق رسالتها في رعاية واحتضان الايتام مجهولي الأبوين قبل بلوغ السنتين وإسنادهم لأسر مؤهلة من خلال الرضاعة الشرعية ومتابعتهم ليكونوا أفرادا صالحين وذلك من خلال إنشاء وحدة للمتابعة تقوم بتوجيه الأخصائيات الاجتماعيات لعمل زيارات مجدولة لجميع الاطفال الذين تم احتضانهم سواء عن طريق الزيارات المنزلية أو المتابعة الهاتفية مع الحرص على أن تكون هذه الزيارات والمتابعات على مستوى عالٍ من الحرفية والمهنية والخصوصية التامة وذلك لضمان تحقيق الرسالة المرجوة من الاحتضان ونجاح تجارب الأطفال مع أسرهم المحتضنة. واستطرد قائلًا: الوداد ومنذ تأسيسها حتى اليوم استطاعت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتكاتف الشعب السعودي العظيم وتعاونه الدائم على أعمال الخير والتنمية المجتمعية؛ من تحقيق الأمان والحياة الكريمة للايتام من الأبوين بإسناد احتضانهم إلى أسر مؤهلة ترعاهم وتقدم لهم كل سبل التنشئة الصالحة ويرتبطون بها ارتباطاً شرعياَ من خلال الرضاعة ليكونوا أفراداً فاعلين لخدمة دينهم ووطنهم. الاسر المحتضنة وعن اختيار الأسرة المناسبة قال: اختيار الأسر المحتضنة يتم بصورة دقيقة جداً وفق الشروط والمعايير المعتمدة، حيث تتلقى الجمعية طلبات الاحتضان من الأسر عبر البوابة الإلكترونية المخصصة لذلك، ليتم بعد ذلك زيارة الأسرة وبحثها اجتماعياً ونفسياً من خلال مختصين ومختصات للتأكد من مناسبة ومقدرة الأسرة للاحتضان وتحقيقها لشرط أن تكون حسنة السيرة والسلوك، إضافة إلى التأكد من سلامتها صحياً من الأمراض السارية والمعدية من خلال الفحص الطبي، ومناسبة لون البشرة والملامح البارزة للأسرة مع لون بشرة وملامح الطفل المحتضن، وتحقيق شرط الرضاعة الشرعية مما يساهم في نشأة اليتيم في أسرة يرتبط بها ارتباطا شرعياً. وعن مدى إقبال المجتمع السعودي أوضح: إن الإقبال الكبير الذي تشهده بوابة الاحتضان الإلكترونية يجسّد حقيقة مفهوم التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه ديننا وحضّ عليه وخاصة ما يتعلق باليتيم ورعايته والإحسان إليه، وعبر بوابة الاحتضان منذ تدشينها تسابقت عدد من الأسر من مختلف مناطق المملكة في منافسة على الخير ورغبة في مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة كما جاء في الحديث، وفي الواقع إن هذا الأمر يحتم على جمعية الوداد بذل المزيد من الجهد والعمل والتميز لتقديم أفضل الخدمات في مجال الاحتضان ورعاية الأيتام. دور الايواء وحول دور الإيواء المؤقت مضى قائلاً: في الواقع نحن لا نسعى لبقاء الطفل لدينا في الدور ونعتبرها دورا للإيواء المؤقت لحين اختيار الأسرة المناسبة لاحتضانه، ولدينا دور تغطي كافة مناطق المملكة، موزعة جغرافياً بحيث تخدم جميع المناطق في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام وأبها، ويتم في الدور تقديم كافة الخدمات للطفل من قبل طاقم سعودي من الموظفات اللواتي نفخر بهن من أخصائيات اجتماعيات ونفسيات ومشرفات والأمهات البديلات الذين يقمن بالعمل الجوهري في الدور وهو رعاية الطفل والعناية به وتوفير الغذاء والمتابعة الطبية وغيرها. وخلص إلى القول " أود أن أشير إلى أننا نعمل بشكل مستمر على تحسين العديد من الإجراءات بهدف عدم بقاء هؤلاء الأطفال في الدور المؤقتة الخاصة بها لمدة طويلة، وتسريع إسناد احتضاهم إلى الأسر المؤهلة، وقد وصلنا إلى متوسط بقاء للطفل في الدار لا يتجاوز 65 يوماً خلال هذا العام" . جمعية متخصصة من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الوداد لرعاية الأيتام المهندس حسين بن سعيد بحري ، ل"البلاد" إن جمعية الوداد لرعاية الأيتام تعتبر أول جمعية سعودية متخصصة في رعاية الأطفال مجهولي الأبوين دون السنتين ممثلة في مجلس إدارتها وفريق عملها ، إذ قامت بتبني هذه القضية والعمل عليها بشكل متواصل لتطوير وتسهيل الإجراءات، إيمانا منهم بالدور الذي تقوم به من خدمة للمجتمع وتحقيقاً للدور المناط بها في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تمكين المنظمات غير الربحية من تحقيق اثر أعمق، وتحقيقاً لرؤية الجمعية في معالجة قضايا الأيتام مجهولي الأبوين. قضايا مهمة وأشار الى إن توجيه الأطفال واحتضانهم في أسر مؤهلة سوف يساهم في حل أحد الملفات التي تعتبر من القضايا المهمة التي تشرف عليه وتتابعه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية باهتمام بالغ وتحرص على أن يكون هؤلاء الاطفال جزءا فعالا في المجتمع وهذا هو أكبر محفز لي للاستمرار في خدمة هذه الفئة الغالية ، حيث نعمل تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي توكل إلينا مهمة متابعة الأطفال مجهولي الأبوين على مستوى المملكة وإيجاد أسر حاضنة لهم وفق المعايير والشروط المعتمدة. وحول الشراكة الاستراتيجية مع الوزارة مضى قائلاً: بكل تأكيد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ساهمت بشكل كبير جداً في تحسين أداء عمل الجمعية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي ورعايتها لكل ما يخص الأيتام بشكل مباشر وبمتابعة مستمرة وخلال العشر أعوام الماضية قدمت الوزارة للوداد الدعم المتواصل والتسهيلات ، كما تم تتويج هذا الدعم مؤخرا بتوقيع اتفاقية تخول الجمعية بتولي مسؤولية جميع الأطفال مجهولي الأبوين دون السنتين على مستوى المملكة من حيث استلامهم وتوفير الرعاية لهم وإسناد احتضانهم إلى أسر مؤهلة بعد التأكد من استيفاء شروط الاحتضان. حياة اليتيم وفيما يتعلق بشروط الاحتضان أوضح بحري :هناك العديد من الشروط التي يجب ان تتوفر في الأسر الراغبة في احتضان الأطفال وذلك لأهمية تأثير هذه الأسر على حياة اليتيم، كما أن توفر هذه الشروط يعد من أهم المؤشرات التي تساعدنا على التأكد من أن الطفل سوف يحصل على حياة أسرية مناسبة، ومن ابرز شروط الاحتضان أن تكون الأسرة (زوج وزوجة) سعوديي الجنسية كما يجب ألا يتجاوز عمر الزوجة عن خمسين عاما وأن يثبت البحث الاجتماعي من خلال مختصين ومختصات مناسبة الأسرة للاحتضان وتحقيقها لشرط حسن السيرة والسلوك بالإضافة إلى سلامة الزوجين من الأمراض الوراثية وتطابق لون بشرتهم وتناسبه مع لون بشرة الطفل كما يجب الالتزام بشرط تحقيق الرضاعة الشرعية للطفل لدى الأسرة المحتضنة والذي سيساهم في نشأة اليتيم في أسرة يرتبط بها ارتباطا شرعيا. كما أن الوداد تجعل أفضلية الاحتضان للأسر غير المنجبة. الارضاع الطبيعي ولفت بحري إن الجمعية وضعت شرط الإرضاع الطبيعي للطفل شرطًا أساسيًا حتى يتحقق له جو أسري مستديم في المستقبل داخل الأسرة، فلا يكون هناك حاجز شرعي لوجود الطفل أو الطفلة بعد البلوغ، وبالتالي يكون للطفل أم وأب وأخوان وأخوات بالرضاعة، إضافة إلى الحنان الذي سيحظى به، وسيصبح انتماؤه أقوى وأرسخ داخل الأسرة. وعن الأسرة غير المنجبة اختتم بحري حديثه قائلًا: بالنسبة للأسرة غير المنجبة فلها الأولوية، ويتحقق شرط الارضاع من خلال برنامج لتحفيز إدرار الحليب للمرأة العقيم وهو من أهم المبادرات التي قدمتها الجمعية للأسر غير المنجبة لتمكينها من الاحتضان بشرط الرضاعة الشرعية، وحصلنا على فتوى شرعية بذلك من الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة، كما أن الأسرة تحصل على صك شرعي من المحكمة يثبت الرضاعة الشرعية.