وداعاً كورونا.. الوقت الذي أمضيته لدينا كان كافياً، بل أنك لم تكن ضيفاً مرحباً به على الإطلاق، فلم تحترم قوانين الضيافة المتبعة في كل بروتوكولات العالم، لذا وداعاً “وروحة من غير رجعة”. هذه هي العبارة التي سنصحب بها فايروس كورونا وهو يغادر آخر باب في عالمنا، بل ممكن من باب التأكيدعلى عدم الرجعة.. سنكسر خلفه “قلة” كما يقول إخواننا المصريون إنما من باب مقولة “اذكروا محاسن موتاكم ” لن ننسى فضلك الذي قمت به دون قصد منك، عندما جعلتنا نلتقي تحت سقفٍ واحد، وفي وقت واحد، وعلى قلب رجل واحد، يشعر الداني بما يوجع قلب القاصي، ولولا إجراءات السلامة المفروضة بسبب وجودك.. لوجدتنا نربت على أكتاف بعضنا في نوع من المواساة، ونتبادل عناقات تطييب الخاطر ، فلم تعد تفصلنا حدود ولا لغات حتى ندرك أن تلك الأم الأسبانية التي تبكي ابنها لاتختلف عن الأخرى التي تسكن في حي من أحياء مدينتنا، نبكي مع بكائهما، وكأننا عشنا حياة الشابين قبل وفاتهما، فالأمر ليس بعيدا، إنه على نفس الكوكب، باختلاف الحدود الجغرافيا لا أكثر. ليس مطلوبا منك أن تتحدث لغتي لأستوعب ما عانيته، استخدم لغة العيون وسأفهم ما تشعر به، قد يطول حديثنا.. سأنصت لك وأنت تشكو لي الحال، قد تكون منهم.. أولئك الذين جعلوا من أرواحهم فداء لنجدة أوطانهم، وأضعف الإيمان مني.. أن أحاول تقمّص دور القوية لأرفع من عزيمتك، حتى تستطيع أن تكمل، وننجو جميعنا، لست أقوى منك.. إنما لا أملك من الأمر غير إدعاء تلك القوة، علّني أنال شرف الوقوف أمامك. بحول الله وقوته.. في مثل هذا اليوم من العام القادم، سأبحث عنك بين صفوف الناجين، لأخبرك بأنني وضعت اسمك بين من دعوت لهم في صلاتي، ووصيت بها من حولي، ليحفظك الله أنت ومن معك، قد نتبادل بعض القصص عن بطولاتك التي لم أحضرها جميعها، وكيف مرت أغلبها بسلام، ستحدثني عن اشخاص تركوا في نفسك أثرا قبل رحيلهم، ثم فارقونا بابتسامة محارب، وستخبرني كيف غيرت فيك تلك الأزمة وصنعت منك شخصا مختلفا، ستأخذ نفساً عميقاً مليئاً بالرضا والسعادة، ستطلب مني المضي في إتمام دورك، وسأمضي بدوري بعيداً بوعدٍ على اللقاء لنكمل حديثنا عن مثل هذا اليوم من عامٍ مضى. للتواصل على تويتر وفيس بوك