مارس النظام الإيراني أسلوبا استفزازيا تجاه الولاياتالمتحدة أمس (الخميس)، عندما دفع بزوارق حربية تابعة للحرس الثوري للاقتراب الشديد من بوارج أمريكية، مع تنفيذ مناورات قرب دوريات تسيرها في المياه الدولية بالخليج العربي. وأعلن سلاح البحرية الأمريكية أن زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني نفذت مناورات "استفزازية خطرة" بالقرب من بوارج أمريكية، مبينا أن 11 زورقًا سريعًا تابعًا للحرس الثوري اقتربت مرات عدة وضايقت 6 سفن حربية أمريكية كانت تقوم بمهمة مشتركة للمراقبة البحرية في المياه الدولية في شمال الخليج. ولفت سلاح البحرية في بيان له إلى أن الزوارق الإيرانية مرت، مرارا وتكرارا، أمام السفن الأمريكية وخلفها، واقتربت منها إلى مسافة قريبة جدا وبسرعة عالية. وأضاف أن هذه الزوارق اقتربت إلى مسافة 50 مترا فقط من حاملة الطوافات الأمريكية "يو.إس.إس. لويس بولير" وإلى مسافة تقل عن 10 أمتار من قوس سفينة الدوريات "ماوي"، وأرفق سلاح البحرية الأمريكية بيانه بصور وشريط فيديو وثق فيها ما جرى. وبحسب البيان فإنّ القطع البحرية الأمريكية، أطلقت إنذارات عدة للزوارق الإيرانية لكن الأخيرة لم ترد. وتابع البيان "البحرية الأمريكية تعرب عن أسفها لهذا السلوك الاستفزازي والخطِر، وقطعها ستظل متيقظة. عناصر سلاح البحرية الأمريكية مدرّبون على التصرف باحترافية ولكن ضباطنا يتمتعون بحق التصرف للدفاع عن أنفسهم". ولم تتوقف الاستفزازات الإيرانية لمختلف الدول، إذ أفادت تقارير أمس الأول أن قوات إيرانية استولت على ناقلة النفط "اس سي تايبيه" التي ترفع علم هونغ كونغ في مضيق هرمز، إلا أنه تم الإفراج عنها بعدما أدركت إيران أن السفينة صينية، حيث تعتمد طهران بشكل متزايد على بكين في الالتفاف على العقوبات الأمريكية بسبب برنامجها النووي. وتشهد مياه الخليج، بما في ذلك مضيق هرمز الواقع بين إيران وسلطنة عمان، توترات مزمنة بسبب تحركات طهران العدوانية، غير أن الدول الأخرى تسيّر سفن حربية ودوريات منتظمة لضمان حرية الملاحة في الخليج، بعدما شهدت مياهه العام الماضي حوادث عدة كان الحرس الثوري الإيراني طرفا فيها، وتورطت الزوارق الإيرانية في اختطاف ناقلات نفط وتهديد الملاحة البحرية في منطقة حساسة كانت ستجر المنطقة الى حرب شاملة. ورغم المأزق الذي تواجهه إيران بسبب أزمتها الاقتصادية وعدم قدرتها على تطويق وباء كورونا، إلا أنها لا تزال تمارس أنشطتها العدوانية في الإقليم وتدعم وكلائها والميليشيات الإرهابية بالمال والسلاح، كما تصر على مواصلة تطوير برنامجها النووي ضاربة عرض الحائط بكل التحذيرات الدولية، ومستغلة حالة الانشغال العالمي بتفشي الفيروس. وفي مؤشر على تصدع وخلافات بين جناحي الحكم في إيران، تبادل روحاني وفريقه الاتهامات مع جماعة المرشد خامنئي، على خلفية تقرير لهيئة الرقابة المالية كشف اختفاء 4 مليارات و820 مليون دولار من الأموال المخصصة لاستيراد السلع عن عام 2018، إذ انتقد روحاني الهيئة متسائلا عن سبب عدم إجراء مراجعة مماثلة للأداء المالي للمنظمات العسكرية والمؤسسات الثورية والقضاء، التي تخضع لسيطرة المرشد شخصيا والحرس الثوري، بينما لم ترد الهيئة وكونت لجنة للتحقيق في قضية سوء إدارة الميزانية، في دلالة على تصفية حسابات بين المتشددين ومن يُطلق عليهم "الإصلاحيون".