يواصل النظام التركي تدخلاته في ليبيا غير مكترث بالظروف الدولية الصعبة أو بمعاناة الشعب التركي، حيث اعترضت البحرية الفرنسية سفينة تركية كانت تنقل أنظمة صواريخ مضادة للطائرات لصالح حكومة الوفاق في طرابلس وميليشياتها. وأجبرت فرقاطة فرنسية أمس الاثنين سفينة الشحن التركية على تغيير مسارها بعد أن أغلقت الأخيرة ناقلها في خطوة أثارت شكوكًا في البحرية الفرنسية، وفقا لوكالة "ريا نوفستي" الروسية، فيما أكد مسؤول عسكري في القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أمس، رصد رحلتين جويتين بين مطار إسطنبول التركي ومطاري مدينة مصراتة ومعيتيقة بالعاصمة طرابلس خلال ال48 ساعة الأخيرة، رغم توقيف كافة الرحلات الجوية وتعليق الطيران بين البلدين، في إطار إجراءات منع انتشار فيروس كورونا. وأوضح مدير جهاز الرصد والمتابعة بالجيش الوطني الليبي غيث أسباق، أن طائرة مدنية تابعة للخطوط الليبية أقلعت الجمعة من مطار طرابلس نحو مطار إسطنبول قبل أن تعود السبت بعد نقل حمولتها، والأحد غادرت طائرة أخرى مطار مدينة مصراتة باتجاه اسطنبول ثم عادت إليه، وذلك في رحلات غير مسجلة وغير معلنة وحمولتها مجهولة، مرجحا أنها تنقل أسلحة ومعدات عسكرية وطائرات مسيرة ومرتزقة سوريين، تزامنا مع تصاعد المواجهات العسكرية خلال الأيام الأخيرة بين قوات الجيش والمليشيات المسلحة التابعة لقوات الوفاق المدعومة من تركيا في الغرب الليبي، وبعد الخسائر البشرية واللوجستية التي لحقت بالمليشيات. وأشار المسؤول العسكري الليبي إلى أن الخط الجوي بين تركيا والغرب الليبي لايزال مفتوحًا ونشطًا، رغم تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا إلى 8 من بينها 5 في مدينة مصراتة وبعضها وافدة من تركيا، وهو ما أثار مخاوف الليبيين من تداعيات دخول مرتزقة سوريين إلى ليبيا على الصحة العامة، فضلًا عن إشعال الصراع على الأرض الليبية. وكشف تسجيل صوتي لمرتزق سوري في ليبيا عن استياء كبير يسود في أوساط المرتزقة الذين ذهبوا إلى هناك، بسبب عدم إيفاء تركيا بوعودها، إذ أكد المتحدث في المقطع "ندم الجميع على القدوم إلى ليبيا وبأنهم تورطوا بذلك"، داعيًا الراغبين بالذهاب إلى ليبيا بأن يتراجعوا عن قرارهم، لأن الوضع ليس جيداً إطلاقًا، فالأتراك تخلفوا عن دفع مستحقات المرتزقة البالغة 2000 دولار أمريكي شهريًا لكل عنصر. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن، أمس الأول ، أن 5 جثث لمرتزقة من الفصائل الموالية لتركيا وصلت إلى قرية "قرمتلق" التابعة لناحية شيه في ريف عفرين بالشمال السوري، حيث قتلوا خلال المعارك الدائرة في ليبيا ليجري دفنهم هناك، وبذلك، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 156 مرتزق، قتلوا على محاور صلاح الدين والرملة ومشروع الهضبة في طرابلس، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى. ويأتي تدخل أردوغان بليبيا في وقت يعاني الأتراك من تدهور الاقتصاد ومخاوف تفشي كبير لكورونا في البلاد، حيث حذر حزب الشعب الجمهوري المعارض من أن أنقرة ستواجه نقصًا حادا في الغذاء في غضون 3 أشهر بسبب تفشي كورونا، ما لم تقم الحكومة على الفور بتقديم الدعم الكافي لقطاع الزراعة، فيما طالب حزب الحركة القومية بوقف استيراد النفايات البلاستيكية، منتقدًا استمرار النظام في استيرادها لإعادة تدويرها، رغم تفشي كوفيد19 عالميًا وفي تركيا. إلى ذلك، كشف تقرير إحصائي سرعة انتشار كورونا في تركيا، مبينا أنه تم تسجل 1815 حالة إصابة مؤكدة في يوم واحد، ليصبح الإجمالي 9216 حالة إصابة.