تشهد الجهود الدولية قوة دفع قوية بقيادة المملكة رئيسة مجموعة العشرين لمواجهة تداعيات فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حيث تستضيف قمة استثنائية الأسبوع القادم من خلال اجتماع افتراضي يبحث خلاله القادة سبل توحيد الجهود لمواجهة الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن انتشار الوباء ، وما يترتب عليها من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية، تتطلب استجابة عالمية. ويأتي هذا التحرك من جانب المملكة ، استشعاراً من حرصها على تكثيف الجهود العالمية خاصة مجموعة العشرين الأكبر اقتصادا ، لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي تعزز الجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا المستجد ، وتكثف المملكة باعتبارها رئيس المجموعة اتصالاتها مع دول المجموعة لتنسيق المواقف والخروج بقرارات حاسمة لمعالجة الأزمة العالمية الراهنة على كافة الأصعدة ، وتجسد ذلك في الاتصالات التي تبادلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع عدد من قادة دول مجموعة العشرين ، واستعراض الجهود الدولية لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد، وتأكيد سموه على، أهمية تنسيق الجهود لمكافحة الوباء، وتبني السياسات الملائمة لتخفيف أعبائه وذلك في إطار المجموعة العشرين. ومن خلال تجربتها الفاعلة في الداخل وما اتخذته من تدابير احترازية ووقائية ناجحة ، ودعمها المؤثر لمنظمة الصحة العالمية ، تحرص المملكة على تفعيل دور مجموعة العشرين بإمكاناتها الكبيرة للتصدي لتحديات الوباء المستجد ، وتحقيق أعلى مستويات التعاون مع المنظمات الدولية لمعالجة تداعيات هذا الوباء. كما سيعمل قادة مجموعة العشرين على وضع سياسات متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي ، خاصة وأن دول المجموعة تمثل مجتمعة نحو 80% من إجمالي الناتج العالمي وتستحوذ على نحو 80% من حركة التجارة العالمية كما يشكل سكانها ثلثي سكان العالم. * قرارات مهمة وعلى ضوء ما أعلنته المملكة بشأن الخطوة الجماعية القادمة ، ستبني القمة الافتراضية الأسبوع القام على جهود وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، وكبار مسؤولي الصحة والتجارة والخارجية، لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة. وتمثل جهود المملكة على هذا الصعيد نقطة انطلاقة مؤثرة في دعم وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة آثار الوباء على المستويين الإنساني والاقتصادي في العالم ، بعد استغرقت المواجهة الاحترازية الجهود الداخلية من جانب الدول ، وبات العمل الجماعي أمرا حتميا أكدت عليه المملكة وتقوده عمليا باعتبارها الرئيس الحالي لمجموعة العشرين الكبار ، وتطلعها لاتخاذ حزمة من القرارات اللازمة في هذا الشأن. لقد عكست الاستجابات السريعة والارادة المشتركة أهمية القمة الاستثنائية خلال أيام قليلة ، وتبدو المؤشرات أكثر تفاؤلا بالمرحلة القادمة مع الانتقال من الاجراءات الحمائية لكل دولة إلى سياق جماعي تتكامل فيها الإجراءات والدعم والجهد الجماعي المؤثر تجاه التحديات الراهنة الناجمة عن تفشي كورونا المستجد الذي أصاب مئات الآلاف في نحو 170 دولة حول العالم بدرجات متفاوتة ، وتحول بعضها إلى بؤر للوباء بعد أن بدأ بالصين. إن هذه التحركات التي تقودها المملكة ، وكما ذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء ، تؤكد شعور قادة الدول بضرورة ملحة جديدة لمواجهة الفيروس المتفشي الذي يهدد الاقتصاد العالمي بركود هو الأول منذ الأزمة المالية التي وقعت عام 2008. وبحسب بيان المملكة مساء الثلاثاء ، ستبني القمة المنتظرة على جهود وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، وكبار مسؤولي الصحة والتجارة والخارجية، لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة ، وأكدت الرياض أن رئاسة المملكة ستستمر في دعم وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة آثار الوباء على المستويين الإنساني والاقتصادي. وتعهد وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة العشرين، في اجتماعهم مؤخرا ، باتخاذ التدابير المالية والنقدية اللازمة لدعم الاستجابة لمقاومة فيروس كورونا المستجد وحماية النمو الاقتصادي العالمي من الصدمات ، ودعمهم الكامل للتدابير التي تعمل الدول على تطبيقها لاحتواء تفشي الفيروس وعلاج المصابين به ومنع انتشاره.