في مؤشر لتصميم أمريكي على التصدي لإيران وميليشياتها، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية 12 شخصًا وشرکة على قائمة العقوبات، بسبب التجارة في المنتجات البتروكيماوية الإيرانية. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، إن بلاده فرضت عقوبات على 9 شركات بجنوب إفريقيا وهونغ كونغ والصين وثلاثة إيرانيين، بسبب إبرام "صفقات کبيرة" في صناعة البتروكيماويات الإيرانية، محددًا أن شركة استثمار الضمان الاجتماعي للقوات المسلحة الإيرانية ورئيسها من بين الذين تم فرض العقوبات عليهم، مشددًا على أن واشنطن ستواصل ممارسة أقصى ضغط لوقف صادرات إيران النفطية، كما أعلن بومبيو أن طهران تعتزم إطلاق سراح بعض المواطنين الأمريكيين المسجونين في إيران. وكانت الميليشيات الإيرانية استهدفت بصاروخين المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقيةبغداد، حيث مقر السفارة الأمريكية، مساء الثلاثاء، وأعلن الجيش العراقي أن الصاروخين سقطا خارج المنطقة الخضراء دون أن يسببا أية إصابات. وبينما كشفت مصادر مطلعة في بغداد عن أن القوى الموالية لإيران رفضت بعد اجتماع حضره رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، تكليف رئيس كتلة النصر النيابية، عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة، أعلن بومبيو أن الزرفي سيحظى بدعم واشنطن والمجتمع الدولي إذا كان سيدعم سيادة العراق وينأى بنفسه عن الفساد ويحمي حقوق الإنسان، في إشارة على رهن دعم واشنطن للزرفي بقدرته على حماية سيادة العراق من التدخلات الإيرانية. وواصل النظام الإيراني تخبطه، ففيما كشف بومبيو عن اعتزام طهران إطلاق سراح أمريكيين معتقلين لديها في دلالة على تقديمها تنازلات لواشنطن، اعترف روحاني، أمس الأربعاء بأن إيران وراء الهجمات في العراق قائلا: "إيران ردت وسترد على مقتل سليماني"، وأضاف "الأمريكيون اغتالوا قائدنا. قمنا بالرد على هذا العمل وسوف نرد عليه". ورغم إعلان نائب وزير الصحة الإيراني رضا رئيسي للتلفزيون الرسمي، أمس، إن عدد الوفيات بسبب كورونا في البلاد قفز إلى 1135، بعد رصد 147 وفاة جديدة، وارتفاع عدد حالات الإصابة إلى 17361، أكدت تقارير موثقة للمعارضة الإيرانية أن الأعداد الحقيقية للوفيات أضعاف بمئات المرات عن أرقم النظام، الذي يسجل أسباب وفاة غير كورونا لتقليص الأعداد، وكانت مجلة "أتلانتك" أكدت ذلك، بينما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" أن صور الأقمار الصناعية أظهرت مقابر جماعية في قم، في وقت اشتكت مناطق أخرى من أن مساحة المقابر نفدت. وتعليقًا على التفشي المرعب لكورونا في إيران وعجز النظام عن مكافحته وحماية أرواح الإيرانيين، وصف نجل شاه ايران رضا بهلوي نظام الملالي بأنه "يدفع إيران إلى حافة الهاوية"، مشيرًا إلى أن: "إيران تمر بواحدة من أكثر الأوقات حرجًا في تاريخها. لقد واجه شعبنا أزمات كبرى، وفي الأسابيع الأخيرة واجه أزمة أكثر فظاعة بسبب كورونا. وأضاف في مقطع فيديو، أمس أن "البلاد على شفا الانهيار"، مؤكدًا أن "أي توقع لتغيير في النظام الطفيلي الذي أصاب البلد، ليس عبثًا فحسب، بل خطير، وليس لدينا طريقة أخرى سوى الاعتماد على الإرادة الوطنية لاستئصال هذا النظام الطفيلي من الهضبة الإيرانية"، لأن "في مثل هذا المأزق، فإن عدم الكفاءة المزمنة للنظام وفساد مسؤوليه يزيد الأزمة سوءًا". ومما يزيد كارثية تفشي الجائحة في إيران، أنه بسبب الخلافات بين كبار المسؤولين الحكوميين والمحليين والقادة العسكريين، حول الحجر الصحي ومنع رحلات النوروز" رأس السنة الفارسية 21 مارس"، تشير التقارير الإعلامية إلى بدء موجة سفر من المدن الموبوءة بكورونا، بما في ذلك قم وطهران، حيث نُشرت صور للطريق السريع بين طهران وقم، وخاصة في محطات الرسوم، لسلسلة طويلة من السيارات تغادر هذه المدينة التي تعد مركزًا لتفشي كورونا، مما يعزز فرص انتشار أوسع للفايروس. إلى ذلك، أضرب 45 سجينًا سياسيًا على الأقل في سجن فشافويه في طهران، احتجاجًا على رفض السلطة القضائية طلبهم بالحصول على إجازة من السجن، نظرًا لتفشي "المستجد" في البلاد، وأرسل سهيل علي بناه، السجين البالغ من العمر 20 عامًا، والذي تم اعتقاله خلال احتجاجات نوفمبر الماضي، برسالة من داخل السجن، أشار خلالها إلى التعذيب والانتهاكات بحق السجناء السياسيين، قائلا: "ونحن أيضًا دفنونا أحياء في هذه المقبرة الجماعية".