حي الواحة شرقي جدة، فمنذ أن تم إنشاء هذا الحي وهو يعاني افتقار تحديات تطورا عمرانيا هائلا، ورغم ما يعانيه الحي من عشوائية فقد أضحى أيضا ملجأ للعمالة الوافدة، التي تنتشر بطريقة مخيفة، ناهيك عن حاجته الماسة للخدمات التنموية الأساسية، فضلاً عن تكدس النفايات وتدفق مياه الصرف الصحي في شوارع الحي، والأزقة الضيقة، والحيوانات الضالة التي تشكل هاجساً للسكان، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أن هناك أشجارا نمت من مخلفات الصرف الصحي في الشوارع وهي تعوق حركة السير وتتسبب في حوادث مرورية فاجعة. وشكا سكان الحي من تدفق المياه الجوفية في شوارع الحي مشكلة مستنقعات أتلفت الطبقات الإسفلتية، ونشرت الحفر فيها، مرجعين المشكلة إلى افتقار «الواحة» لشبكة صرف صحي، ومشيرين في الوقت نفسه إلى أن تجمعات المياه نشرت حمى الضنك بين السكان ، كما أكدوا أن شوارع الحي تعاني من تكدس النفايات وتحولها إلى بؤر للروائح الكريهة والحشرات، موضحين أن شبكة المياه التي شيدت في الحي غير مجدية، لافتقادها لمضخات، ووقوع مساكنهم في منطقة مرتفعة لا تصلها المياه. وتساءلوا عن أسباب تعثر مركز الرعاية الصحية الأولية وعدم دخوله حيز التشغيل رغم اكتمال تشييد مبناه، متسائلين من افتقار الواحة للمدارس ما يدخلهم في رحلات يومية لنقل أبنائهم لتلقي العلم في الأحياء الأخرى مثل السامر، وغرب الخط السريع، مطالبين بإنشاء مداخل جديدة للحي بدلا من المدخل الوحيد. البلاد توغلت داخل الحي ورصدت عن كثب ما يعانيه من إهمال وإشكالات أرقت السكان كثيرا خصوصا مشاهد الطفح التي ترافقهم منذ انشاء الحي وحتى يومنا هذا دون إيجاد حلول لمعاناتهم، خصوصا طفح الصرف الصحي الذي أصبحت مستنقعاته مزمنة، وهي تأوي الذباب وبعوض الضنك “أبو الركب” كما أن الحي يعاني من انتشار الاشجار الكثيفة لدرجة أن الأسفلت أصبح في “خبر كان”، كما أن الشوارع المتهالكة تتسبب في تعطل السيارات. وأنحى طلال المالكي باللائمة في غياب الخدمات في حي الواحة على أمانة جدة، بإصدارها تراخيص بناء فيه، رغم عدم اكتمال مشاريع البنية التحتية، لافتا إلى أن طرقه متهالكة تفتقد للسفلتة التي تآكلت بسبب مستنقعات المياه الجوفية. وأضاف أن من يتجول في الحي يستغرب من تدهور الأوضاع فيه، رغم أن عمره لا يزيد على 6 سنوات، لافتا إلى أن الحي لا يوجد فيه سوى مدخل وحيد، ما يربك حركة السكان، ويصعب من عملية وصولهم لمنازلهم. بحيرات الصرف وقال المواطن طلال القحطاني أن بحيرات الصرف الصحي في الحي نتج عنها نمو أشجار كثيفة وهي ملجأ للفئران والحيوانات الضالة والتي اصبحت تشكل هاجسا للأهالي، داعيا إلى ضرورة وقف “نزف” مياه الصرف الصحي واقتلاع الأشجار التي تشكل عائقا للسير في الحي، لافتا إلى أن مشكلات طفح الصرف الصحي بدأت في الحي منذ خمس سنوات وما زالت متواصلة حتى الآن. كما أن الحي يعاني من سوء البنية التحتية والشوارع التالفة وغيرها من المياه الجوفية مما تسبب أضراراً بيئية كبيرة منها تجمع الحشرات حول منازلنا وأيضا تلف مركباتنا من الشوارع التالفة والتي أصبحت عبارة عن صخور مؤذية، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب بل أن الشاحنات ليلا تقلق منام سكان الحي وهم وهم يعكسون الشوراع وربما يتسببون في حوادث مرورية فاجعة. وختم القحطاني إلى أن الحي يفتقر للحدائق العامة، ما أجبر السكان على التوجه إلى الساحات في الحي وأيضا من افتقار الحي للمدارس بمختلف مراحلها، ما أدخلهم في رحلات يومية لنقل أبنائهم لتلقي العلم في الأحياء البعيدة. شوارع متهالكة وفي السياق نفسه أوضح أحمد بامجلي أن الحي ينقصه الكثير من الخدمات الأساسية، فالطرق غير مسفلتة، وطفح الصرف الصحي منتشر في الشوارع والارصفة مرتفعة، لذا فإن سكان الحي يطالبون، بضرورة توفير الخدمات وإزالة الأشجار الناتجة عن المياه الجوفية، لأن الأشجار الناتجة عن الصرف الصحي تغلق الكثير من الشوارع. شفط المياه من جهته اكد سالم العنزي انني اقطن في حي الواحة منذ قرابة 3 سنوات الا انني الآن افكر في الرحيل من هذا الحي الذي يعاني من مشكلات عديدة من طفح الصرف الصحي والشوارع المتهالكة. وتابع بقوله : حينما يعبر الشخص بمركبته في الشارع الرئيسي بالحي فإنه سوف يواجه بدوار الواحة والدوار يعاني من مياه الصرف الصحي الراكدة والتي أصبح لونها أخضر وبها كميات هائلة من الطحالب، وبين الحين والآخر تقوم الأمانة بشفط مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية ولكنها سرعان ما تعود مرة أخرى لدرجة أن الحي أصبح طاردا للسكان من كثرة المشكلات التي يعاني منها. وقال محمد الغامدي الحي أصبح من المناطق التي تكتظ بالبعوض والحشرات والجرذان ما شكل هاجساً للأهالي خوفاً على عائلاتهم من الأمراض المنتشرة داخل الحي، الذين طالبوا بإيجاد حل وأضاف بقوله : تعد مشكلة الصرف الصحي من أهم مشكلات الساكنين، فلا بد من حلها وإنهاء المعاناة المزمنة، أما تراكم النفايات فحدث ولا حرج؛ إذ إن الجهة المعنية بذلك لا توجد بشكل يومي ، وهي تشكل هاجساً لما فيها من تلوث بيئي وانتقال للأمراض». الحاجة قائمة للخدمات سعيد المنتشري أحد سكان الحي أشار إلى أنه لا توجد أية حلول للصرف الصحي الذي يعانون منه لسنوات؛ إذ طالبوا بحلول لهذا الطفح ولكن لم يتم التجاوب معهم، إضافة إلى الأحواش المنتشرة التي تكتظ بالحيوانات وهذا مشهد غير صحي للأهالي، كما أن بيوت العمالة الشعبية تجاور منازل العائلات. المواطن محمد السعيد أحد السكان منذ سنوات طويلة، تحدث عن وضع الحي قائلا: «تنتشر ليلاً الحيوانات الضالة بكثرة داخل الحي، إضافة إلى تدفق وسريان المجاري، وكذلك الإضاءة التي لا تعمل بشكل مستمر، إذ يشكل الظلام الدامس، إضافة إلى دخول الشاحنات الكبيرة ووقوفها لفترات طويلة كما أن الحي والذي يعتبر من أهم أحياء شرق طريق الحرمين يعاني من انقطاع المياه بشكل متكرر خاصة الأجزاء الشرقية منه، مما اضطر الأهالي إلى الاعتماد على صهاريج المياه لتعويض النقص المتكرر، كما طالب الأهالي الجهات المختصة بالتدخل العاجل لحلّ مشكلتهم. وقال سالم الزهراني إن سكان الحي باتوا يعضون أصابع الندم حسرة على إنفاقهم أموالاً طائلة في تشييد مساكن في منطقة تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، واصفا المياه الجوفية ب”المشكلة “الأزلية في الحي، ضمن غالبية أحياء شرق جدة، ومطالبا في الوقت نفسه بمعالجتها وإنشاء شبكة للصرف الصحي، لأن المستنقعات الراكدة نشرت حمى الضنك في الحي. وأضاف أن الحي يعاني من تكدس النفايات في الشوارع وقرب الحاويات، وتحولها إلى بؤر للروائح الكريهة والحشرات، كما أن الحي يفتقر للحدائق العامة.