فيما حذر معهد واشنطن للدراسات من العواقب الوخيمة للانسحاب الأمريكي من العراق، التي ستشمل فرض "عقوبات غير مسبوقة"، وفق ما توعدت به إدارة ترامب بغداد، ما سيفاقم تردي الأوضاع الاقتصادية، فضلًا عما سيرتبه من تعزيز أجندة إيران التوسعية في البلاد وسائر أنحاء الشرق الأوسط، ودعم عودة تنظيم داعش الإرهابي للتمدد في البلاد وعرقلة محاربة منظمات إرهابية أخرى على غرار المليشيات الموالية لإيران، تواصلت في العراق أمس (الثلاثاء) التظاهرات المنددة باختيار محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة الجديدة، التي يصفها المتظاهرون ب"حكومة المليشيات الإيرانية"، بينما يزعم تحالف سائرون بقيادة مقتدى الصدر أن حكومة علاوي ستنال ثقة البرلمان، وعمدت مليشيات طهران، وأنصار الصدر أو ما يعرف ب"القبعات الزرقاء" إلى الاعتداء مجددًا على المتظاهرين، وضرب من هتف ضد تكليف علاوي. وتوافد آلاف الطلاب إلى ساحة التحرير وسط بغداد تلبية لدعوة اتحاد جامعات بغداد إلى "مليونية طارئة" تنطلق من وزارة التعليم العالي إلى ساحة التحرير بوسط بغداد، وتعالت الأصوات في "نفق التحرير" منددة بتكليف محمد علاوي بتشكيل حكومة جديدة، وغصّ النفق بأعداد كبيرة من الحشود الطلابية الرافضة للأحزاب السياسية الموالية لملالي إيران، وأظهرت مقاطع مصورة ضرب عدد من أنصار مقتدى الصدر للمحتجين في ساحة التحرير، في حين هتف المتظاهرون: "منريدكم يا قبعة". وقطع محتجون في مدينة الناصرية جسور النصر والحضارات الزيتون أمام حركة المركبات، في إطار التصعيد الاحتجاجي الرافض لتكليف محمد توفيق علاوي، واستمر الدوام الجزئي في مدارس المرحلة الابتدائية فقط، في وقت يستمر الإضراب في جميع الدوائر والمؤسسات، باستثناء الخدماتية والصحية منها، وشهدت المحافظة مشاركة شيوخ العشائر والطلاب وبعض الكوادر التربوية والطبية في مسيرات تندد بتكليف علاوي. وفي كربلاء والبصرة والنجف ومجمل محافظات وسط وجنوب العراق، أكد المتظاهرون تواصل حراكهم الرافض لمرشحي إيران ومليشياتها وأحزابها، متوعدين بالتصعيد حتى تتحق مطالبهم. وكانت تظاهرات الثلاثاء جاءت على خلفية اعتداءات الميلشيات الإيرانية على المتظاهرين، لمحاولة فض الاعتصامات بالقوة وإجبارهم على قبول تعيين علاوي. ورصد النشطاء إطلاق ميلشيات الصدر النار على عدد من المتظاهرين في النجف، كما قاموا بالتعدي على المتظاهرين بالأسلحة البيضاء في عدد من الميادين الأخرى، كما حدث في الحلة في محافظة بابل، وفي ساحة التحرير ببغداد تم الاعتداء على المحتجين وطعن أحدهم على الأقل بسكين.