افادت وثائق من الارشيف البريطاني رفعت السرية عنها امس ان بريطانيا فكرت في شن هجوم كيميائي على طوكيو قبل عام تقريبا من عمليات القصف النووية الاميركية على هيروشيما وناغازاكي التي انهت الحرب العالمية الثانية. وكان هذا المشروع الذي بقي طي الكتمان طوال 65 عاما، يقضي باستخدام الغاز الكيميائي ضد المدنيين اليابانيين في 1944. واذ بقي في حالته الاولية، فان مذكرة مفصلة وصفت التدابير التي يتعين اتخاذها حتى يتسبب الهجوم بأكبر قدر من الأضرار. وفي هذه الوثيقة، يلخص البروفسور برانت الطريقة المنهجية لهذه العملية. فهو يقول بضرورة شن عمليات قصف اولية تستهدف المناطق المدينية الاشد كثافة على صعيد المباني، من خلال استخدام عبوات حارقة «تكفي لاضرام النار في هذه المناطق الشاسعة». وبعد تدمير المباني السريعة الاشتعال في طوكيو، يعتبر ان الهجوم بالغاز «على احدث الشوارع» في العاصمة يمكن ان يبدأ. لكنه يستدرك ان شوارع طوكيو غير ملائمة كثيرا لهذه العملية. وكتب «في المناطق المكتظة بالمباني اليابانية الطابع، والتي تتميز بشوارعها الضيقة، يعرقل ضيق الشوارع تدفق سحابة غاز». وقد اعد الهجوم ليشن في الصيف، مع الحرص على تجنب الامطار الصيفية، لأن البرد يقلص تأثير الغاز. وفي المناطق الاشد اكتظاظا في العاصمة، سيكون من الضروري «استخدام عدد كبير جدا من القنابل الصغيرة»، كما قال ايضا. واوضح مارك دانتون المؤرخ الملحق بالارشيف الوطني البريطاني، ان هذه الوثيقة مهمة لانها تثبت ان البريطانيين «كانوا يسبقون الولاياتالمتحدة في تفكيرهم». وقد ألقت الولاياتالمتحدة قنابل نووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في السادس والتاسع من اغسطس 1945، ادت الى قتل ما يفوق 210 الاف شخص. وبعد اقل من اسبوع على الهجوم على ناغازاكي، اعلنت اليابان الاستسلام في 15اغسطس 1945، فانتهت الحرب العالمية الثانية.