على مدى أحد عشر شهرا وحتى نوفمبر القادم، تكثف المملكة رئيسة مجموعة العشرين جهودها واستضافتها للاجتماعات التنسيقية والتحضيرية للقمة القادمة في الرياض ، وهو الحدث الأهم للاقتصاد العالمي من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الاستقرار سياسيا واقتصاديا في العالم. وأكد مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، أن المملكة ستقوم من خلال رئاستها لمجموعة العشرين بتعزيز التعاون وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية التي ستطرح والعمل على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي وازدهاره وتطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وخلق فرص حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم. وقال في كلمته خلال اجتماع مجموعة ال77 والصين بمقر الأممالمتحدة في نيويورك: إننا اليوم نواجه جميعا مشهدًا عالميًا متغيرًا بسبب التغيرات المتسارعة تقنيًا واقتصاديًا وبيئيًا التي تشكل تحديات مشتركة لمجموعتنا، وفي ظل هذه التحديات، فإن التعاون الدولي أصبح ضرورة ملحة لمواجهتها، ومن هذا المنطلق تؤمن المملكة العربية السعودية بفاعلية العمل متعدد الأطراف للتوصل إلى توافق وصنع فرص للجميع، كما أن لمجموعة ال 77 والصين فرص عديدة لتطوير التعاون إلى آفاق جديدة، وسن سياسات اقتصادية مستدامة لضمان عدم ترك أحد متخلفًا عن الركب". وأوضح المندوب الدائم لدى الأممالمتحدة، أن المملكة ومن واقع مشاركتها عضوًا فاعلاً في المجموعة وحرصها والتزامها بأهدافها، فإنها تعمل على أن تكون جسرًا متينًا للتواصل بين الدول الشركاء والدول النامية. تقدير عالمي للمملكة في السياق ذاته التقى وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، (الشِربا) السعودي لمجموعة العشرين فهد بن عبدالله المبارك، والمندوب الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ليو زنمين، وذلك بمقر المنظمة ، حيث تم استعراض التعاون الوثيق بين المملكة والأممالمتحدة في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والاجتماعية في ظل ما تشهده المملكة الان من إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة وإيجابية، والسبل الكفيلة لتعزيز هذا التعاون في ظل رئاسة المملكة لمجموعة العشرين. وتقديرا لدور المملكة وجهودها العالمية، أكد وكيل الأمين العام حرص الأممالمتحدة على التعاون مع المملكة في مختلف المجالات، وأن رئاستها لمجموعة العشرين هي فرصة كبيرة لتعزيز هذا التعاون لما يخدم شعوب العالم والدول النامية على وجه الخصوص، معربًا عن ترحيب الأممالمتحدة في تقديم الدعم والمشورة لإنجاح رئاسة المملكة لأهم مجموعة اقتصادية في العالم لتحقيق النتائج المرجوة. وفي إطار جهود المملكة رئيسة مجموعة العشرين، شهدت الرياض مؤخرا ولمدة ثلاثة أيام ، فعاليات الحوار لمجموعة الأعمال السعودية ( B20 ) الممثل الرسمي لمجتمع الأعمال في الدول الأعضاء في المجموعة ، بحضور ومشاركة أكثر من 500 شخصية من رواد الصناعة، ناقشوا الموضوعات ذات الأولية لمجموعة الأعمال السعودية، ولا سيما محورها الرئيس "سيدات الأعمال"، حيث شارك قادة الفكر المؤثرون عالميا في سلسلة من الجلسات النقاشية والعروض التوضيحية ، ويمثل هذا الاجتماع انطلاقة رسمية لتطوير توصيات السياسات التي تمكن الشركات العالمية بشكل أكثر فعالية من مواجهة التحديات والأوليات التي حددتها دول مجموعة العشرين. ومن المقرر أن تقدم مجموعة الأعمال السعودية خلال العام الجاري، توصياتها إلى رئاسة مجموعة العشرين، التي يتولاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لتضمينها في البيان المشترك للمجموعة. وكان الشّربا السعودي لمجموعة العشرين، الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، قد أكد على الروابط التي تجمع بين برنامج رئاسة المملكة للمجموعة ، وأجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030 ، مستعرضا الهدف العام والمحاور الرئيسية وأبرز الأولويات لرئاسة المملكة للمجموعة. وأوضح الشربا السعودي أنه بتوجيهٍ حكيمٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – تم إعداد برنامج رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في 2020 بشكل شمولي ومتكامل ليعكس القضايا الأكثر أهميةً للعالم. ثمار اقتصادية وكما تمثل استضافة المملكة لأعمال مجموعة العشرين دفعة إيجابية مرتقبة لصالح الاقتصاد العالمي ، يمثل هذا الاستحقاق للرئاسة السعودية لمجموعة الكبار محفزا رئيسيا لنمو اقتصاد المملكة للعام الجاري 2020، لما ستعكسه الاستضافة من حراك للقطاع الخاص غير النفطي، وفي مقدمة ذلك تدفق سياحة الأعمال ونشاط التجزئة والتسوق وقطاع الضيافة والفنادق والمطاعم والنقل وغيرها. وبحسب تقرير حديث لشركة "جدوى للاستثمار" ستسهم رئاسة المملكة لمجموعة العشرين الأكبر اقتصادا ، واستضافتها لمختلف اللقاءات والاجتماعات المتخصصة ، في رفع معدل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من خلال ارتفاع الناتج غير النفطي. وفي هذا السياق توقع التقرير أن تسهم استضافة المملكة لهذه الفعالية المستمرة العالمية في نمو قوامه 0.2 %، لافتا إلى أنه رغم استضافة المملكة لفعاليات عالمية كبرى في الماضي، إلا أن قمة مجموعة العشرين تختلف نتيجة العدد الكبير من الفعاليات المتنوعة المتصلة بها والمقدرة بنحو 120 ورشة عمل، واجتماعات وزارية، وندوات متخصصة، مجدولة الانعقاد في على مدار العام. ويتوقع التقرير الاقتصادي أن يزور الرياض خلال انعقاد القمة فقط قرابة 10 آلاف شخص يمثلون الوفود ووسائل الإعلام الدولية، بينما ستشهد الرياض زيارة قرابة 12 ألف زائر خلال اجتماعات ما قبل القمة وحضور الورش والمؤتمرات القبلية ومجموعات التواصل. برنامج شامل وهادف وخلال رئاستها لمجموعة العشرين ، ستستضيف المملكة أكثر من 100 اجتماع ومؤتمر خلال الأشهر التي تسبق عقد قمة القادة القادمة ، وتتضمن اجتماعات وزارية ولمسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل. وكان ولي العهد قد أكد عقب تسلم المملكة الرئاسة رسميا، أن السعودية تلتزم من خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، وتعزيز التوافق العالمي، والسعي بجهد بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل ، وأن المملكة باستضافتها لمجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونحن نؤمن أن هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدول العالم في المملكة. ولفت ولي العهد، خلال كلمته، إلى أن تركيز السعودية سينبثق من خلال اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، والمتضمنة 3 محاور رئيسية: تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكِّن جميع الأفراد، خصوصاً النساء والشباب، من العيش والعمل والازدهار، وكذلك الحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة، بالإضافة إلى تشكيل آفاقٍ جديدة من خلال اعتماد استراتيجيات جريئة طويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.