تتصاعد وتيرة الخطر الصحي والبيئي جراء انتشار المخلفات البلاستيكية في السنوات الأخيرة، لذا فإن جمعية البيئة السعودية أطلقت مبادرة أولى من نوعها في المملكة لتحويل الصناعات البلاستيكية إلى صناعات حيوية وعضوية، بالشراكة مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وأمانة محافظة جدة، ففي الوقت الراهن تزايدت التحذيرات العالمية من أخطار البلاستيك الكيميائي على صحة الإنسان وسلامة البيئة، نتيجة لتراكمها وصعوبة التخلص منها. «البلاد » التقت عددا من الخبراء والذين أكدوا أن العديد من الدول اتجهت نحو الحد من استخدام البلاستيك وهو مؤشر بيئي يهدف في المقام الأول للمحافظة على البيئة وصحة الإنسان، لافتين إلى أن أول دولة أقرت قانون الحظر على استخدام هذه الأكياس، هي الدنمارك في عام 1993، إذ فرضت قانونا بدفع بدل نقدي للحصول على كيس بلاستيك، وهو ما قلل استهلاكها بنسبة 60 %، فيما بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية، بحملة لمحاربة أكياس البلاستيك منذ سنة 2007، وفي 2014 عملت “سان فرانسيسيكو”، على حظر استعمال الأكياس البلاستيكية، بمنع قنينات الماء المصنوعة من البلاستيك، وفي 2011، أصدرت إثيوبيا قانونا يمنع صنع واستيراد الأكياس البلاستيكية، وفي 2016، حظرت المغرب الأكياس البلاستيكية، وقامت فرنسا في العام نفسه، على منع استيراد الأكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، وعملت ولاية كارنتاكا في جنوبالهند على وقف استعمال مادة البلاستيك بشكل كلي.
وفي 2017، فرضت كينيا غرامة على استخدام الأكياس البلاستيك، حدها الأدنى 19 ألف دولار بحد أقصى 38 ألف دولار. وفي هذا السياق أوضح الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس أن هذه القرارات والخطوات العالمية بلا شك تهدف لحماية الحياة البرية والحياة البحرية والأنواع المهددة بالانقراض، والتي تأثرت جميعها بالبلاستيك بسبب الابتلاع أو التسمم أو الاختناق. وأكد ان اكياس البلاستيك تحتوي على كمية كبيرة عالية من الرصاص، وهي أيضا غير قابلة للتحلل العضوي، وعند رميها تحت أشعة الشمس تخرج غازات ضارة جدا، وتحتاج إلى فترات طويلة تصل إلى 1000 عام لتتحلل طبيعيا، وبالتالي نجد أن الطريقة الوحيدة للتخلص منها هي حرقها، ولكنها تسبب تلوثا في الهواء والمياه، مما يؤدي إلى تلوث المزروعات والإصابة بالأمراض. تضاعف النفايات ويتفق الباحث البيئي محمد فلمبان، مع الرأي السابق ويقول ارتفع الإنتاج العالمي إلى 300 مليون طن من البلاستيك سنويا، مع وجود مؤشرات تؤكد تضاعف النفايات الناجمة عن هذا الإنتاج بنسبة 600 % في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين، وتشير المعلومات العلمية إلى تسلل 10 ملايين طن من البلاستيك سنويا إلى البحار والمحيطات وهذا بلا شك مؤشر بيئي خطير. وبين أن لأكياس البلاستيك أخطارا جسيمة على كثير من الكائنات، فهناك كائنات تأكلها وتموت مثل “الترسة البحرية”، كما تأكلها أسماك يتغذى عليها الإنسان، وبالتالي تدخل في السلسة الغذائية لمخلوقات الأرض، وهو ما يؤدي لانتشار الأمراض لأنها تدخل في التمثيل الغذائي للإنسان، فالبلاستيك يعتبر أخطر أنواع المخلفات التي تتحلل مع الزمن وتبقى لعقود ملوثة للبيئة، لذلك بدأ العالم كله بمواجهتها.
وخلص الى القول انه بالرغم من ميزات البلاستيك التي تؤهلنا لاستخدامه إلّا أن له العديد من الأضرار كسائر المواد المستخدمة، إذ يحتوي على العديد من المواد الكيميائية، وتتمثل الخطورة على الإنسان تبعا للمواد المكونة للبلاستيك والمواد المضافة، فتعد مادة الديوكسين ومادة الفثاليتات المكونة للبلاستيك الذي تصنع منه الأواني والعبوات التي توضع فيها الأطعمة والأشربة، والأكياس البلاستيكية والعديد من الصناعات التي يستخدمها الإنسان مباشرة من أخطر المواد السامة، وخاصة عند تعرضها للحرارة أو لحرارة الأطعمة والأشربة، فهذه المواد تتفاعل وتتسرب إلى الأطعمة والهواء وتُعرض الجسم إلى العديد من الأمراض. حماية الأطفال وحول التأثير الذي يسببه البلاستيك على الحوامل والأطفال يقول استشاري الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف، اكتشف العلماء أن الدراسات أوضحت أن ارتفاع مستوى المواد الناجمة عن البلاستيك مثل البيسفينول والفثالات أو مبيدات الحشرات، في جسم المرأة الحامل يسبب خللا في نمو الجهاز العصبي لدى الأطفال الرضع، ولكن لم تجر دراسة شاملة عن تأثيرها لاحقا في تطور ونمو الأطفال حتى بلوغهم السابعة من العمر، لذلك درس علماء جامعة كارلستاد السويدية بالتعاون مع علماء كلية الطب ماونت سيناي الأمريكية، نتائج تحليل دم وبول 718 امرأة في الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، بشأن احتوائها على 26 مادة كيميائية تؤثر في عمل الغدد الصماء، التي جرت أعوام 2007-2010 في مستشفيات مقاطعة فارملاند السويدية كجزء من برنامج SELMA السويدي الخاص بمراقبة صحة الأمهات والأطفال.
ومع بلوغ الأطفال السابعة من العمر، كان الباحثون يقيمون معدل ذكائهم وخاصة الذكور منهم لأن ارتفاع مستوى المواد الكيميائية المؤثرة في الغدد الصماء في أجسام أمهاتهم في فترة الحمل، كان مرتفعا جدا، واكتشفوا أن معدل ذكاء هؤلاء الأطفال منخفض مقارنة بأقرانهم. وأكد انه على الرغم من أن معظم هذه المواد تطرد بسرعة من جسم الإنسان البالغ، إلا أنها تؤثر في صحة الجنين، لذلك ينصحون الحوامل وخاصة في الأشهر الأولى بالامتناع عن استخدام المواد البلاستيكية قدر الإمكان وتبديلها بمواد عضوية مماثلة. 5 طرق للتقليل من الاعتماد على البلاستيك تجنب استخدام أنواع المواد البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة، حيث يؤكد خبراء الصحة أن 90 % من البلاستيك الذي نستخدمه في حياتنا اليومية هو بلاستيك يتمّ التخلص منه أو يستخدم مرة واحدة: أكياس البقالة، والعبوات البلاستيكية، وأغطية فناجين القهوة. فالموادّ البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة مدمرة بشكل خاص بالنظر إلى أن كيس بلاستيكي واحد قد يستغرق 1000 عام لكي يتحلل. ويمكن أن تتحلل هذه الموادّ البلاستيكية أيضًا إلى مواد بلاستيكية صغيرة، غالبًا ما تتغذى منها خطأً الثدييات أو الطيور أو الأسماك. إن مجرد ملاحظة مدى انتشار البلاستيك في حياتنا هي الخطوة الأولى لاستبدال المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بخيارات قابلة لإعادة الاستخدام: أكياس القماش وحاويات تخزين الزجاج والأواني الفضية وأكواب السيراميك. وتحتوي العديد من مستحضرات التجميل ومنتجات التجميل على “مقشرات”، هي في الواقع خرز بلاستيكية صغيرة. وقد تبدو هذه المواد البلاستيكية غير مؤذية، لكن بسبب حجمها بالذّات يمكنها أن تتسلل عبر محطات معالجة المياه وينتهي بها المطاف في المحيط حيث غالباً ما يظنها السمك غذاءً. فجرّب التقشير الطبيعي، مثل دقيق الشوفان أو الملح، بدلاً من ذلك. وتعتبر قارورات الماء والمشروبات الغازية التي يمكن التخلص منها من أكبر الجناة في النفايات البلاستيكية. وتم بيع أكثر من 480 ملياراً من قوارير المشروبات البلاستيكية على مستوى العالم لو وضعناها جنباً إلى جنبٍ، لامتدّت على طول أكثر من نصف المسافة إلى الشمس! فاشرب من قارورات قابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من ذلك. وفي الأماكن التي تكون فيها المياه صالحة للشرب، يمكنك بسهولة ملء القنينة. في بعض الأحيان نمنح موادّ بلاستيكية من دون أن نطلبها. اِرفض قصبات الشرب. اِطلب من المطاعم حزم طعامك في حاويات أقلّ للوجبات السريعة. أخبرهم أنك لا تحتاج إلى أية أدوات مائدة بلاستيكية، واستخدم أدوات المائدة الخاصة بك والقابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من ذلك.