يشكل البلاستيك أكبر مشكلة بيئية تواجهها مختلف دول العالم في ظل التطور الصناعي الذي تعيشه المجتمعات، نظراً لما يحمله من آثار صحية خطيرة على صحة الإنسان، فهو يتميز بأنه عازل للحرارة وقابل للتشكيل ومنخفض التكلفة. وتتسبب المواد البلاستيكية بتلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها، نتيجة أنها مواد غير قابلة للتحلل، وتعيق نمو النباتات نظراً لوجودها بين الأغصان والحشائش، ما يضعها في الطريق أمام الحيوانات التي تبحث عن الأكل. وتعتبر المنتجات البلاستيكية هي أحدث ما قدمته الصناعات الحديثة للشعوب وانتشرت بشكل كبير مثل الأكياس البلاستيكية أو العبوات التي يتم بواسطتها نقل أو حفظ الأطعمة الغذائية. وانتشرت أخيراً دراسات كثيرة في شأن أثر المنتجات البلاستيكية على صحة الإنسان وما يخلفها من أضرار وأمراض مختلفة على صحة الإنسان، إذ ترتبط خطورة البلاستيك باحتوائه على مواد تسمى "فثاليتات" وهي تضاف للبلاستيك أثناء تصنيعه للمساعدة في زيادة مرونته. وتستخدم هذه المادة في صناعة ألعاب الأطفال، ويمكن أن تنتقل الى الأجسام عبر لمسها، ما يؤدي الى زيادة تخزين الدهون في الجسم، والإصابة بالكثير من الأمراض السرطانية الناتجة من تحلل المواد المستخدمة في تصنيعه، بسبب الاستعمال المتكرر. وأشارت دراسات سابقة إلى بعض الأمراض السرطانية التي يصاب بها الإنسان نتيجة استعماله البلاستيك مثل سرطان الثدي والرحم، وتزيد من فرص الإجهاض، وتعمل على خفض مستويات هرمون "تستستيرون" في الجسم، بالإضافة إلى احتوائها على مادة " BPA" التي تفسد أنظمة المناعة لدى الأطفال. وأصبحت مشكلة النفايات وعملية التخلص من المواد البلاستيكية عائقاً كبيراً على جميع المستويات الدولية، نظراً لأن غالبية المخلفات البلاستيكية غير قابلة للتحلل بسهولة مقارنة بالمخلفات العضوية. وأنتجت بعض الدول الى استخدام أكياس " d2w" صديقة للبيئة وقابلة للتحلل بالماء، وتستعمل في أكثر من 65 دولة، فيما اتجهت دول أخرى إلى تقديم لكل منزل ثلاث حاويات قمامة: واحدة للمواد القابلة لإعادة التدوير، وواحدة للمواد العضوية، وواحدة للنفايات العامة. وفي أوروبا، تدفع القمامة إلى أسفل البنايات من طريق قنوات خاصة وتسمى هذه الطريقة "جمع النفايات بالضغط"، أما في تايبيه عاصمة تايوان تقوم الحكومة بفرض ضرائب بحسب حجم النفايات المنزلية، ما ساعدت في تقليل حجم النفايات بالبلاد. واتجهت أخيراً الكثير من الدول من مختلف أنحاء العالم إلى منع استخدام البلاستيك لإنتاج المواد، حتى قامت المغرب بحملة تسمى "زيرو ميكا" الدولية التي تهدف إلى منع الأكياس البلاستيكية، نظراً لتصنيفها في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة من حيث الاستخدام. وتعتزم فرنسا حظر كل المنتجات البلاستيكية بحلول العام 2020، ليشمل جميع الأدوات، واستخدام بدائل تصنع من مواد قابلة للتحلل العضوي، إذ تم حظر أكياس البلاستيك بشكل تام في يوليو (تموز) الماضي، للمساعدة في المحافظة على البيئة والتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة، وفق تقرير نشر على "science alert". أما عربياً، قامت أمانات وبلديات سعودية بإلزام الأفران العربية ومخابز "التميس" (نوع من أنواع الخبز) باستخدام الأكياس الورقية بدلاً من البلاسيتيكية، وشددت على تطبيق لائحة غرامات في حال مخالفة التعليمات. وفي الإمارات، حظرت وزارة البيئة والمياه على جميع المنشآت الصناعية والتجارية الطباعة على الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، إذ منعت كتابة أسماء المحال أو المنتجات أو الإعلانات الخاصة.