اتجاه الحكومة الألمانية لتصنيف ما يسمى ب"حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، وحظر نشاطاته على أراضيها والتحقيق فيها ومعاملة المشتبه بانتمائهم للحزب مثل عناصر داعش، خطوة جيدة وإن كانت متأخرة؛ حيث سبق وصنفت عدة دول الحزب الموالي لإيران بجناحيه السياسي والعسكري تنظيمًا إرهابيًا، إلا أنها بالغة الأهمية في مكافحة إرهاب إيران وأذرعها، وتعيد التذكير بدور الحزب الإجرامي العابر للقارات، كما يعد القرار المتوقع صدوره بعد أيام، ضربة لمحاولات الملالي الالتفاف على العقوبات من خلال العناصر والمليشيات الموالية، كما يكشف ويحجم دوره المُخرب على الساحة اللبنانية ويقلص الحاضنة الشعبية له، المغرر بمعظمها عبر شعارات"المقاومة والممانعة" الزائفة. عابر للقارات أنشطة ما يسمى ب"حزب الله" تجاوزت النطاق المحلي منذ سنوات، بعدما احتل العاصمة بيروت في عام 2008 وسيطر بعدها على مفاصل الدولة اللبنانية بقوة السلاح، حيث انتشرت خلاياه النشطة والنائمة في العديد من الدول العربية والأوروبية وأمريكا الشمالية واللاتينية؛ فمن تدريب للمليشيات الطائفية في العراق إلى ارتكاب مجازر في سوريا دعمًا للأسد، للإشراف على العمليات العسكرية للحوثيين في اليمن، مرورًا بعمليات إرهابية وتجارة مخدرات وغسل أموال في أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية؛ تنوعت ممارسات الحزب وأنشطته الإجرامية خدمة للولي الفقيه في إيران، ولعل في تهديد الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، باستهداف المصالح الأمريكية حول العالم إذا تعرضت إيران لأي عمل عسكري، ما يدلل على ارتهان الحزب للمشيئة والأجندة الإيرانية. صحيفة سوابق دولية في 2005، أوقفت الإكوادور شبكة تهريب مخدرات ترأسها اللبناني"راضي زعيتر"، واتضح أن الشبكة تمول ما يسمى ب"حزب الله" بحوالي 70% من أرباحها في تجارة المخدرات. وفي 2006، أدرجت الولاياتالمتحدة"صبحي فياض" على قوائم الإرهاب، باعتباره أحد كبار تجار المخدرات في منطقة الحدود بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، وتأكد أنه يعمل لفائدة الحزب مع تشكيل عصابي خطير منذ عام 1995. وفي عام 2008، اعتقلت السلطات الأمريكية"فايد بيضون" في مطار ميامي الدولي، وأسندت إليه جريمة تجارة الكوكايين لصالح ما يسمى ب"حزب الله"، وفي العام نفسه ألقت السلطات الكولومبية القبض على "وليد مقلد" زعيم شبكة لتهريب المخدرات وغسيل الأموال، والذي اعترف خلال التحقيقات بصلته بما يسمى"حزب الله" وأنه مسؤول عن تجارة الكوكايين لصالح الحزب. وفي عام 2009، اعتقلت السلطات الهولندية 17 شخصًا من عناصر شبكة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بما يسمى"حزب الله"، وأفادت أوراق القضية أنهم نقلوا 2000 كيلوجرام من الكوكايين في عام واحد، وقد أرسلت الأرباح إلى الضاحية الجنوبية في لبنان. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أقر قانونًا بإدراج ما يسمى ب"حزب الله" كمنظمة لتهريب المخدرات، وأعلن أعضاء بمجلس النواب أن تجارة المخدرات تشكل 30% من أموال الحزب، وأن عناصر أجهزة أمنية إيرانية تنقل المخدرات إلى لبنان جوًا أو بحرًا أو برًا، وتسلمها إلى مسؤولين بالحزب، ليتم تهريبها إلى إفريقيا وأوروبا والولاياتالمتحدة عبر المكسيك وأمريكا اللاتينية. ولعل ما يؤكد أن 30% من دخل الحزب الموالي لإيران يأتي من خلال تجارة المخدرات، ما تم تداوله من تراجع التمويل الإيراني له إلى 700 مليون دولار، وهو ما يغطي 70% من مصروفاته ورواتب أعضائه، بما يعني تعويض الفارق من أرباح"تجارة الكيف" الدولية. وقبل أيام، تواصلت اعتداءات ما يسمى ب"حزب الله" على المتظاهرين السلميين اللبنانيين في صور وساحتي الشهداء ورياض الصلح وعلى جسر الرينغ، ورددت عناصره شعارات طائفية وهددت باحتلال لبنان مجددًا، مستقوية بترسانة أسلحة الحزب التي تفوق الجيش اللبناني، وهو أمر لا وجود له إلا في لبنان، ويمثل نقضًا ل"اتفاق الطائف" ولقراري مجلس الأمن رقمي 1559 و 1701، فضلًا عن اختطافه للدولة اللبنانية رهينة لصالح تنفيذ مشروع الشر الإيراني.