ابلغ الرئيس الاميركي جورج بوش بلهجة حازمة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اثناء حفل افتتاح الالعاب الاولمبية في بكين ان الهجوم الروسي في جورجيا غير مقبول كما عبر بوضوح عن وقوف الولاياتالمتحدة الى جانب حليفها الجورجي . وامس الاثنين شددت الولاياتالمتحدة لهجتها حيال روسيا فيما تستمر عمليات القصف الروسية في جورجيا . وقدم بوش عرضا استثنائيا للمحادثة التي جرت بينه وبوتين الجمعة اثناء الالعاب الاولمبية في بكين مع بدء الحفل . وثمة امر نادر اخر وهو ان نائب الرئيس ديك تشيني المعروف بانه من صقور ادارة بوش، دخل على خط الازمة ليحذر من ان الولاياتالمتحدة متضامنة مع جورجيا وان " العدوان " الروسي الذي لا يستهدف الجنود فحسب بل ايضا المدنيين، لن يبقى بدون رد . واوردت الصحافة الاسترالية ان رئيس الوزراء كيفن راد كان شاهدا على تبادل الحديث الذي بدا محتدما الجمعة على مسافة قصيرة منه في الاستاد الاولمبي . وفي حديث خص به الاثنين في بكين شبكة التلفزة ان بي سي كشف بوش عن ذلك الحديث الذي جرى في امس الذي ارسلت فيه روسيا دباباتها وقواتها الى جورجيا . وقال بوش متحدثا عن اتصال هاتفي اجراه مع بوتين " قلت له : هذا العنف غير مقبول . لم اقل ذلك فقط لفلاديمير بوتين، قلته ايضا للرئيس ديمتري مدفيدف ". واضاف " قلت اني قلق للغاية ازاء رد روسيا غير المتوازن واننا ندين بشدة عمليات القصف خارج اوسيتيا الجنوبية " ، في اشارة الى القلق الاميركي من امتداد المعارك الى جورجيا ولم تعد محصورة في اوسيتيا الجنوبية المنطقة الموالية للروس التي اعلنت استقلالها عن جورجيا . وقال بوش " كنت حازما مع فلاديمير بوتين - العلاقات جيدة بيننا هو وانا - كما كنت حازما مع الرئيس الروسي ". وقد طغت الازمة الجورجية على الفور على زيارة بوش الى الصين التي شملت المباريات الرياضية والمحادثات السياسية . وتدعم روسيا الحكومة الانفصالية في اوسيتيا الجنوبية وقد ردت الجمعة عسكريا على هجوم شنته جورجيا الليلة السابقة لاعادة سيطرتها على هذه المنطقة . وجورجيا هي حليفة الولاياتالمتحدة التي تشدد على احترام وحدة اراضيها . وتدعو الولاياتالمتحدة الى وقف فوري لاطلاق النار والعودة الى الوضع السابق لبدء المعارك والى استئناف الحوار . وقال بوش " آمل ان يحل ذلك سلميا " داعيا الى وساطة دولية . لكن هذه الازمة تزيد من تشنج العلاقات الاميركية الروسية المتوترة اصلا منذ اشهر بسبب خلافات متعددة . الى ذلك اشتد تصاعد اللهجة بين السفيرين الاميركي والروسي في مجلس الامن الدولي بشكل يذكر بالحرب الباردة . واتهم سفير الولاياتالمتحدة زلماي خليل زاد روسيا بالسعي الى اسقاط الرئيس الجورجي الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي . واتصل نائب الرئيس ديك تشيني بساكاشفيلي كما ذكرت المتحدثة باسمه ليا آن ماكبرايد . واكد تشيني له " تضامن " الولاياتالمتحدة . وقال له " ان الاعتداء الروسي لن يبقى دون رد، وانه اذا تواصل سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وبشكل اوسع مع المجتمع الدولي ". وتحدثت المتحدثة عن " حملة روسية على اهداف عسكرية ومدنية في جورجيا " ، لتقف بذلك الى جانب الجورجيين في التنديد بالهجمات الروسية على المدنيين . وكان البيت الابيض وجه تحذيرا شديدا الى روسيا الاحد، لكن التحذير يأتي هذه المرة من المسؤول الثاني في الادارة الاميركية .