“علمني حبك أن أتصرّف كالصبيان أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان يا امرأه قلبت تاريخي اني مذبوح فيكِ من الشريان الى الشريان” إه يا نزار.. لم يعد الحب كما كان مثل كثير من الأشياء، لم يبق قيس على عهده، فقد حصل على وظيفة وترك لهو الهوى، ولا روميو يحمل الزهور عبر شرفة جوليت، فهو مشغول بإرسالها في محادثة واتس أب، لم يعد الحب كما كان يا شوقي عندما وصفت له المحبوب قائلاً: وصفتُ له مَن أَنتِ، ثم جرى لنا حديثٌ يَهُمُّ العاشقين عجيب وقلت له: صبراً؛ فكلُّ أَخي هَوى على يَدِ مَنْ يهْوى غداً سيتوب لم يعد الحب كما كان لأننا نعيش في زمن الفوبيا، تلك الفوبيا التي طغت على كثير من تفاصيل حياتنا، وطالت بقدرتها مشاعرنا، فلم نعد نعطيها معناها الحقيقي.. فلا الحب هو الحب ولا الحنان هو الحنان، وليست من باب القسوة بل هي فوبيا الحب.. فوبيا الحب..؟ نعم فوبيا الحب.. ” في سخرية” وما هي أعراضها..؟ التردد.. كثرة التلفت حولنا.. مهابة التصريح.. الخوف من اكتشاف الأمر.. هل لها مظاهر مصاحبة..؟ نعم.. تعرق.. حمرة تكسو الوجه.. تسارع النبضات.. تنفس متقطع ما هذا..؟ لم يعد حب بل مرض.. نعم هو أصبح كذلك لماذا نشوه المعاني..؟ ليس تشويه بل شبح الفوبيا.. بمثال بسيط سأثبت لك وجودها تفضلي.. متى كانت آخر مرة ذكرت فيها لزوجتك أنك تحبها.. لأحد أخوتك.. لصديقك منذ الطفولة..؟ لا أذكر..! لا تذكر.. تعني من وقت بعيد ليس بالضرورة أن أذكّرهم دائماً بأنني أحبهم فهم يعلمون ولماذا لا تذكّرهم.. لم يطالبوني.. عجيب..! هل تنتظر أن يطالبوك بالتعبير عن مشاعرك.. ما الذي يخيفك.. لست خائفاً إذا.. الآن.. أطلب رقم شخص تحبه ولا تتخيل الحياة بدونه وأخبره كم أنت تحبه سيضحك من تصرفي.. لأنه يحمل نفس الفوبيا.. قطعاً لا.. طبعاً نعم.. جميعنا لدينا من تلك الفوبيا ولكننا نتفاوت في النسب وقليل من تعافى منها بإرادة قوية أو بمساعدة من صديق. الفرصة سانحة الآن لنعبر عن هذا الحب ،ونكسر ترددنا، فالوقت لا يتيح الفرص دائماً، وقد ينقضي ونحن نفكر في اللحظات المناسبة، فلا يبقى منها سوى لحظة نقول فيها وداعاً.. وداعاً لكل من لم تسنح لي الفرصة أن أقول لهم أحبهم وانتهى وقتي معهم ” أنا أحبكم ولا زلت” للتواصل على تويتر وفيس بوك