عَرَقٌ بكفي كانَ يغرقُ في عَرَقْ والكفُّ ملتفٌّ على ماءِ الأرقْ: في تلك الليلةِ كنتُ ألفُّ الخوفَ على جسدي، ألتحفُ الأرقَ، وأُخرجُ رأسي من رأسِ لحافي، أتلصصُ في العتمةِ ِ، و العتمةُ نائمةٌ تهذي، تتقلّبُ ذاتَ يمينٍ وشمالٍ، تهذي! تتحدثُ عنٍ أطفالٍ تُرضعُهُم أثداءُ الدباباتِ، عن نارٍ تخرجُ من رأسِ الجنيّاتِ، تتحدثُ عن أحزابٍ يختلفونَ و يصطلحونَ، و عن أهدافٍ، و مصالحَ ترقصُ حولَ النارِ، تتحدثُ عن عطش حقولِ الأرزِ، و عن آبارٍ تغسلُ رجليها بالأمطار تتحدثُ عن ريحٍ تخرجُ من بطنِ الأرضِ لتعصفَ بالأرض العتمةُ نائمةٌ تهذي! و أنا أتلصص من نافذةِ لحافي المبتلِ، و أبلعُ ريقَ القطنِ المسكوبَ على ريقي أتنفسُ في صمتٍ كي لا أوقظها، أُنصتُ في صمتٍ للعتمةِ، و العتمةُ نائمةٌ تهذي! حمّى العتمةِ تتسربُ من بينِ فراشِ الليلِ إلى جسدي؛ جسدي يتفصّدُ عَرَقًا يهذي، أغلقُ عينيَ؛ أحمّضُ صورَ العتمةِ في ظلمتها، ثم أعلقها فوقَ سريري، و أنام نومي محمومٌ يتفصّدُ صورًا تهذي، و العتمةُ نائمةٌ، تهذي و الله سيلعنُ من يوقظها. جدة يناير 2009