إن من سمات ولاة الأمر المسلمين العظام الإيمان المطلق بالله عز وجل والاعتقاد الجازم بأن الباري تبارك وتعالى هو مدبر الكون وأنه على كل شيء قدير.. وبهذا التوجه الايماني الراشد تكبر الثقة بالنفس للمضي قدماً بكل قوة واقتدار لعمل كل ما من شأنه الفلاح والصلاح في الدارين وأن مؤدي ذلك هو الأخذ بالأسباب لأن الانجازات والطموحات لا تتحقق بمجرد التمنيات وإنما باستشراف آفاق المستقبل واعداد كل ما يلزم إعداده والتخطيط له وفق استراتيجية شاملة لها أبعادها ومراميها المختلفة من أجل تقدم الوطن وللارتقاء بالمواطن لمستوى معيشي أفضل وتنويره بالعمل النافع وتبصيره بكل ما يدور حوله من قريب أو بعيد ليكون على دراية تامة وبما يجب أن يراعيه وأن يلتزم به للمحافظة على المكتسبات ولتنظيم أمور الحياة من حسن إلى أحسن وفق مفهوم الأمن الشامل للتمكين للاستقرار والوئام الذي هو من أهم مرتكزات التكامل المجتمعي والإنساني. واذا عدنا إلى مضامين خطط التنمية الخمسية للمملكة العربية السعودية التي بدأت منذ نحو أربعين عاماً والتي ما تزال منتظمة ويجري العمل بموجبها نلحظ ان محورها وجوهرها هو المواطن لأنه بالقدر الذي يكون عليه من تفاعل مع الشأن التنموي تعظم النجاحات وتأتي أكلها بما يعود بالنفع العميم على المجتمع السعودي.. وهذا ما يتبناه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعضده الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية،حفظهم الله والذين يواصلون الليل بالنهار على درب تحقيق المزيد من التقدم والازدهار حتى غدت بلادنا ولله الحمد مثالاً يحتذى أمناً واستقراراً ورخاء ورغد عيش كما ان مكانتها اقليمياً وعربياً واسلامياً ودولياً في خط بياني متصاعد لتمسكها بالثوابت وبنهجها السياسي الذي يعتمد الاعتدال وعدم التدخل في شؤون الآخر واعتماد لغة الحوار وترسيخ الاستقرار العالمي والتكاتف ضد الارهاب بكل صوره واشكاله وتوفير الطاقة بتوازن لمصلحة المنتج والمستهلك على حد سواء وهذا هو ديدن المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل.طيب الله ثراه، لذلك فإن ذكرى البيعة التي نحتفي بها اليوم بحلول السادس والعشرين من جمادى الثانية 1430ه هي بمثابة وقف تأمل لنستذكر ما أنجزنا للبناء عليه فيما نعتزم التخطيط له مستقبلا وبكل ثقة واقتدار.. والله الهادي إلى سواء السبيل. مساعد وزير الثقافة والإعلام