حلم ينتاب العديد من النساء في بلادي ألا وهو.. أن يحصلن على لقب التمييز الذي لا يمكن لسيدة أخرى أن تحصل عليه إن سبقتها به أخرى، حتى لو حاولت أن تتفوّق في إنجازها عن سابقتها، فقد تم حجزه مسبقاً وعليها أن تحاول الحصول على تمييز في مكان آخر، أعني بذلك لقب ” أول سيدة سعودية”، شيء جميل أن نسمع بين فترة وأخرى حصول إحدى النساء في مملكتي الحبيبة على هذا اللقب، فهو دليل على ظهور الدور المهم لسيدات المجتمع، بعد أن بقينا حقبة من الزمن في منطقة الظل -وليته كان ظلهن-. ليس الأمر حديث العهد، بل هناك أسماء عظيمة لنساء كافحن في الزمن الصعب، ونقشت أسماءهن عبر التاريخ، لتبقى راسخة كنموذج للسيدة السعودية الرائدة، فالدكتورة صديقة كمال هي أول طبيبة سعودية للنساء والولادة قامت بإنشاء عيادة خاصة لتتحول لمستشفى متخصص، السيدة لبنى العليان أول سيدة أعمال وعضو في بنك تجاري، الدكتورة سامية العمودي أول ناشطة سعودية في التوعية بسرطان الثدي، الدكتورة حياة سندي أول سيدة عربية تحصل على شهادة الدكتوراه في التقنية الحيوية، وقدمت العديد من الاختراعات في مجالها. ويستمر الطموح وتستمر العزيمة في خوض مجالات الحياة، لتظهر أسماء جديدة تحصل على نفس اللقب ولكن في قطاعات أخرى، لم يكن من الممكن تحقيقها؛ لولا تلك المساحة التي جعلت من الأحلام حقيقة وواقعا ملموسا، والدليل على قولي هذا.. تعيين سمو الأميرة ريما بنت بندر كأول سفيرة سعودية، تعيين الدكتورة فاطمة الرشود وكيلاً مساعداً للرئيس العام للشؤون النسائية للحرمين الشريفين، بالإضافة إلى تعيين حنين الصالح كأول مهندسة تعمل في الميدان، ولو حاولنا حصر الأوليات في مجالهن لطال الحديث بشجونه.. هذه المتغيرات وهذا التنافس السريع يجعلنا نفكر ملياً.. إن كان المنصب الأول قد أصبح غير شاغر فهناك باقي المراكز وهي لا تقل أهمية عنه، فالمنافسة هنا تقبل بتعدد المراكز. تحديداً في هذا التوقيت ونحن نقف على مشارف الرؤية.. هو التوقيت الأنسب للتشمير عن السواعد النسائية، وأن يكون ظهورها بالطريقة الصحيحة لسد مساحات مهمة كانت شاغرة لفترة طويلة من الزمن، منتظرة الشخص المناسب وفقاً للمكان المناسب على تحمّل المهام وحمل اللواء على التوالي. إذا إن لم يبق هناك مكان للسيدة السعودية الأولى فقط.. بل هناك مهمة أكثر صعوبة تحتاج للاستعداد والتأهب ألا وهي.. أن تكوني خير خلف لخير سلف. للتواصل على تويتر وفيس بوك