// ملك آتاه الله حكمة وفصل خطاب // نحمد الله سبحانه وتعالى أن هيأ لهذه البلاد المقدسة قيادة رشيدة ترتقي إلى مستوى المسئوليات وتحقيق التطلعات والطموحات وهذا هو ديدن ولاة الأمر منذ عهد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه الذي أقام هذا الصرح الكبير من منطلق إسلامي قوامه الوسطية والاعتدال وبدون إفراط أو تفريط .. وهكذا سار على نهجه خلفاؤه من بعده – رحمهم الله – وحتى هذا العهد الزاهر .. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعضده الأيمن ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز . ولعل أهم ما يلفت الانتباه إذا ما أجلنا النظر في صفحات تاريخ الدولة السعودية الحديثة نجد أن التقدم الحضاري يمضي قدماً وبخطوات واثقة على درب المستقبل لأن البناء في مختلف المجالات الحيوية يعلو شيئاً فشيئاً على يد من هو في سدة الحكم استكمالاً لما قام به سلفه .. لذلك فإن كل مرحلة تتكامل مع ما يأتي بعدها .. ويتضح ذلك جلياً من خلال مضامين الخطط الخمسية للتنمية التي بدأت منذ نحو أربعين عاماً. كذلك مما يلفت الانتباه أن كل مرحلة من مراحل الدولة السعودية الحديثة تتميز بسمات وخصائص ملبية للمتطلبات ومواكبة للتقدم الذي يسود العالم حينئذ.. بما يعني أن ما يتحقق على أرض الواقع يتم وفق خطط تنموية معدة سلفاً مع الاستفادة من كل جديد بناء لأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها.. أي أن التوجه نحو الآخر والتعامل معه يتم بدون أدنى حساسيات طالما أن الثوابت محفوظة ومصانة ومعمول بها في كل شئون حياتنا لأنها فخرنا وعزنا ومصدر قوتنا وتلاحمنا وفي ضوء ما تقدم إيضاحه فإن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز قد أحرز وما يزال يحرز الإنجاز تلو الإنجاز على مختلف الصعد الخيرة .. التي تتمثل في إقامة مجموعة من الجامعات ذات اختصاصات متعددة الاهتمامات وذلك وفق خارطة جغرافية في أمهات مدن المملكة وقراها بهدف توفير التعليم الجامعي والعالي بالقرب من المواطن حيث مقره.. وأيضاً تكثيف الابتعاث إلى العديد من دول العالم بهدف الاستفادة مما أحرزته من تفوق علمي في بعض المجالات. كذلك تعبيد الطرق ومدها لتشمل البلاد من أقصاها إلى أقصاها وفق تصميمات متعددة المسارات بما ضاعف شرايين التواصل ونقل المنتجات الزراعية والصناعية .. كما ستكبر شبكة النقل لخطوط سكك الحديد لتمتد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وإن أنسى لا أنسى مشروع قطار الحرمين الشريفين بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومشروع قطار المشاعر المقدسة اللذين سيدخلان الخدمة قريباً إن شاء الله لمصلحة ضيوف الرحمن .. إضافة إلى التوسعة الجديدة للمسعى بين الصفا والمروة التي استفاد منها المعتمرون في هذا العام 1430ه فأدوا نسكهم بكل يسر وبدون أدنى تزاحم .. كما أن مشروع توسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية التي ترتب عليها إزالة مباني عدة أحياء وتعويض أصحابها قد دخلت مرحلة التنفيذ بعد أن سويت الأرض ومهدت الجبال لربط المنطقة المركزية بشبكة طرق وأنفاق لتتواصل مع الطرق الدائرية ثم الطرق السريعة لفك أي اختناقات مرورية محتلمة في وقت الذروة .. وهناك مباني مشروع الأبراج في سفوح جبال منى التي أنجز منها حتى الآن ستة أبراج .. وأيضاً منشأة الجمرات التي استكملت هذا العام لتكون في خدمة الحجاج بكامل طاقتها الاستيعابية وهي في حقيقة الأمر عبارة عن مدينة متكاملة المرافق والخدمات الأمنية والصحية والتنظيمية والتي كلفت أكثر من أربعة بلايين ريال وغير ذلك كثير مما لا يتسع المجال لسرده. وفي الشأن الخارجي نجد أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تتصدر أسماؤهما وسائل الإعلام إشادة وإكباراً لحرصهما على التنمية المستدامة وعلى تعزيز لغة حوار الحضارات والمصالحة العربية والسعي الحثيث من أجلها .. ومد يد العون والمساعدة لتخفيف الكوارث في المجتمعات الإنسانية ودعم المؤسسات الخيرية والأممية لتقوم بواجباتها .. وهذه الأمور ليست ثانوية بل نجدها في مركز الاهتمام ويشمل ذلك مسألة فصل التوائم الذي يتبناه العاهل الكبير حتى أصبح هذا التوجه الإنساني الطيب علامة مميزة وسمة لبلادنا العزيزة في هذا العهد الزاهر الذي يزداد نماءً ووفاءً وتقديراً واحتراماً وذلك توفيق من الباري تبارك وتعالى. وزير الحج