حققت شركة "أرامكو" السعودية صافي أرباح بلغت 46.9 مليار دولار في النصف الأول، مقابل 53.02 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي ، فيما بلغ إجمالي الإيرادات بما في ذلك المرتبطة بالمبيعات 163.88 مليار دولار في النصف الأول. وأوضحت الشركة أن الدخل قبل احتساب ضريبة الدخل بلغ 98.49 مليار دولار في النصف الأول مقابل 101.23 مليار دولار ، مضيفة بأن صافي الدخل في النصف الأول تأثر بانخفاض نسبته 4 % في متوسط أسعار البيع المحققة للنفط الخام وارتفاع التكاليف. وبحسب بيانات أرامكو حافظ إنتاج النفط الخام على مستويات 10 ملايين برميل يوميا بالنصف الأول من العام وهو نفس المعدل في الفترة المماثلة من العام الماضي. وتعليقا على هذه النتائج، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر: "رغم انخفاض أسعار النفط خلال النصف الأول من عام 2019، فقد واصلنا تحقيق أرباحٍ وتدفقاتٍ نقدية حرة قوية مدعومة بقدرتنا في الحفاظ على مستويات أدائنا التشغيلي وإدارة المصاريف والانضباط المالي". وأضاف بأن الإفصاح عن النتائج المالية للمرة الأولى، في إطار الإصدار الأول من السندات الدولية بقيمة 12 مليار دولار، كان بمثابة مرحلة فارقة في تاريخ أرامكو السعودية ، مؤكدا أن الشركة أثبتت موثوقيتها من خلال تلبية 100% تقريبًا من احتياجات عملائها من النفط والمنتجات المكررة، مع المحافظة على إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية عند مستوى 13.2 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، ومتوسط إنتاج يومي من النفط الخام قدره 10 ملايين برميل في اليوم. وقال الناصر : استناداً إلى المكانة الريادية العالمية التي تتبوأها أرامكو السعودية في قطاع التنقيب والإنتاج، فقد مضينا في تنفيذ إستراتيجية النمو في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق بما في ذلك عقد صفقات استحواذ سواء داخل المملكة أو في كبرى الأسواق العالمية ، كما وقعنا اتفاقية للاستحواذ على 70% من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والتي تُعد من بين أكبر الشركات من حيث الدخل في مجال البتروكيميائيات على مستوى العالم، ما يُعد نقلة نوعية في تسريع النمو بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق من خلال تحقيق التكامل بين مجالي البتروكيميائيات والتكرير، وتعزيز الربحية والقيمة المضافة من كلّ جزيءٍ تنتجه الشركة. ومن المنتظر أن تُسهم هذه الصفقات في تعزيز قدرة مبيعات النفط الخام في الأسواق المضمونة، وزيادة طاقة التكرير وإنتاج الكيميائيات، وتحقيق القيمة من التكامل، بالإضافة إلى تنويع أعمال الشركة. من جانبه وصف النائب الأعلى للمالية والاستراتيجية والتطوير في أرامكو السعودية خالد الدباغ هذا اليوم باللحظة التاريخية لأرامكو، مع الإعلان لأول مرة عن النتائج المالية النصف السنوية للشركة وذلك تأكيد للشفافية والافصاح العلني. وبشأن الطرح العام قال الدباغ إن الشركة مستعدة للطرح الأولي لأسهمها لكن قرار التوقيت يعود للحكومة ، مضيفا في مؤتمر عبر الهاتف بشأن الأرباح "سنعلن (الطرح العام الأولي) بناء على ماتراه الحكومة أنها الظروف المثلى في السوق". وقال مسؤولون إن الحكومة تخطط لإدراج أرامكو في 2020-2021 في صفقة تُعتبر حجر الزاوية في مساعي المملكة للتحول الاقتصادي بجذب استثمارات أجنبية وتنويع الأنشطة الاقتصادية بعيدا عن الاعتماد على النفط. فيما قال الدباغ إن الشركة وقعت خطاب نوايا مع ريلاينس إندستريز الهندية لشراء محتمل لحصة في أنشطتها للتكرير والبتروكيماويات لكن المحادثات في "مرحلة مبكرة للغاية". وفي سؤال ما إذا كانت الشركة تنوي إصدار سندات جديدة، قال الدباغ:" الشركة لا تخطط لاصدار سندات أخرى في 2019، إلا أننا ملتزمون ببناء علاقة طويلة الأجل مع أسواق سندات الدين". وحطم الإصدار الأول من شركة أرامكو السعودية في أبريل الماضي رقماً قياسياً بحيث تلقى الإصدار الأول من طرح السندات الدولية للشركة، طلبات تصل إلى 100 مليار دولار أي بحوالي 10 أضعاف المطلوب وهذا يعكس الثقة العالمية بالتدفقات المالية للشركة وباقتصاد السعودية ومؤسساتها.