أفادت وسائل اعلام إيرانية بان رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي أبلغ نوابا بأن إبلاده ستستأنف العمل في مفاعل آراك النووي للماء الثقيل. ويستخدم الماء الثقيل في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم، وهو وقود يستخدم في صناعة الرؤوس الحربية النووية. ويأتي التلويح الإيراني قبل ساعات من لقاء مرتقب لممثلين بارزين عن الدول الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني في فيينا للبحث عن مخرج للأزمة التي وصل إليها الاتفاق، خاصة في ضوء قيام إيران بتقليص التزاماتها به. وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية. وفي محاولة لابتزاز الدول الأوروبية، أعلنت طهران تقليص التزاماتها النووية وزيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم أعلى من الحد المسموح. خطوة إيران التصعيدية هي الأخيرة في سلسلة قرارات تصعيدية أبرزها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم فوق نسبة ال3.67% المنصوص عليها في الاتفاق، كما زادت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب فوق مستوى 300 كيلوجرام المتفق عليها، وهو ما يضع عراقيل كبيرة أمام نجاح اجتماع فيينا. كما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، مطلع الشهر الجاري عودة الأنشطة السابقة لمفاعل آراك النووي. وإزاء التصعيد الإيراني، لوَّح وزراء بالاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات فورية ضد إيران بسبب خرقها الاتفاق النووي بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق ذاته. كما لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باتخاذ إجراءات صارمة، بينها التحرك العسكري، لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. هذا فيما يجتمع ممثلون عن الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، في العاصمة النمساوية فيينا لبحث سبل الخروج من أزمة الاتفاق النووي الإيراني والتي فاقمتها الخروقات الإيرانية المتلاحقة. ومن غير المتوقع تحقيق أي تقدم في الاجتماع الذي ينظم على مستوى المديرين السياسيين والذي يأتي بعد شهر من اجتماع سابق غير مثمر في العاصمة النمساوية التي شهدت قبل أربع سنوات التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والقوى العظمى.