باتت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية أعلى منصب سياسي في القارة العجوز، بعد انتخابها بأكثرية ضئيلة من قبل نواب البرلمان الأوروبي بالتصويت الذي جرى في ستراسبورج، أي ما يتجاوز بفارق ضئيل 374 صوتاً، وهي الأغلبية المطلقة في البرلمان الأوروبي التي تتيح لها خلافة جان كلود يونكر في نوفمبر المقبل . و”دير لاين” شخصية اعتبرها مراقبون قوة ناعمة قادمة على مهل لقيادة أوروبا الجديدة، وتعتبر حليفا مقربا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومرشحة مفضلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وحظيت وزيرة الدفاع الألمانية بدعم ماكرون الذي التقته خلال معرض بورجيه الأخير لصناعة الطيران في يونيو الماضي، وتتقن اللغة الفرنسية بطلاقة كبيرة وتحظى برضى باريس خصوصا للجهود التي قامت بها لتعزيز التعاون في مجال الدفاع بين برلينوباريس. وحتى وقت قريب، اعتقد الألمان أن فون دير لاين ستخلف ميركل في منصبها، وهي التي يجزم المحللون بأنها تتمتع بكل ما ينقص المستشارة، وتصنف على أنها واحدة من الصقور التي بدأت برلين تستعيدها مع صعود الحاجة إلى القوة في العالم الجديد. تخمينات لم تكن وليدة الصدفة، فالسيدة التي انتخبت على رأس المفوضية الأوروبية كأول امرأة بالمنصب، سبق أن حققت سبقا مماثلا في 2013، حين أصبحت أول وزيرة دفاع ببلادها. ولدت “دير لاين” بالعاصمة البلجيكية بروكسل في 8 نوفمبر عام 1958، حيث كان والدها إرنست ألبرشت، أحد أوائل موظفي الخدمة المدنية الأوروبيين. وفي عمر ال 13 انتقلت إلى هانوفر الألمانية في عام 1971 عندما دخل والدها السياسة ليصبح رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى 5 سنوات. وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي، عاشت في لندن، عندما كانت تدرس الاقتصاد باسم روز لادسون، وهو اسم أم جدتها الأمريكية من تشارلستون بكارولاينا الجنوبية.