قال مشاركون في مؤتمر الاممالمتحدة للمناخ إن التركيز الجديد على تأثير الانشطة والعمليات الزراعية على التغيرات المناخية قد يحد من انبعاثات الكربون ويعزز جهود زيادة المحاصيل والدخل بالمناطق الريفية في الدول النامية. غير ان الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من المزارع يعني ايضا التصدي لبدائل صعبة وبصفة خاصة محاولة توفير الغذاء لثلاثة مليارات نسمة يضافون لسكان العالم بحلول عام 2050 وفي نفس الوقت الحد من الانشطة الجائرة على الغابات حيث يؤدي حرق اشجارها إلى زيادة انبعاثات الكربون. ويقول نشطون إن حوافز جديدة للحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مثل تعويض الكربون التي تناقش في الولاياتالمتحدة وفي محادثات الاممالمتحدة وفي البنك الدولي ربما تكون غير مناسبة وينبغي ان تخدم اصحاب الحصص الصغيرة. وقال جيرالد نيلسون من المعهد الدولي لابحاث سياسة الغذاء «ورد ذكر الزراعة الآن.» واضاف «انها بادرة طيبة ولكنها لا تزال محدودة جدا» مشيرا لمسودة معاهدة جديدة تشير لتربة عضوية تحتوى على نسبة عالية من الكربون كمستودع محتمل لثاني اكسيد الكربون. واجتماع بون الذي تشارك فيه 181 دولة هو احدث جولة تهدف للمساعدة في ابرام اتفاق في ديسمبر كانون الاول في كوبنهاجن بشأن اتفاق جديد خاص بالمناخ يحل محل بروتوكول كيوتو. ويقل حجم الحاصلات الزراعية في افريقيا عنه في اسيا واوروبا وامريكا. وتزيد ممارسات صديقة للمناخ من خصوبة التربة بصفة خاصة في الاماكن التي استنفدت فيها طرق الزراعة التربة. وعلى مستوى العالم تمثل الزارعة 14 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ولكن النسبة أعلى كثيرا في بعض الدول. ففي اوروجواي مثلا تمثل الزراعة نحو خمسي انبعاثات الغازات محليا وبصفة خاصة في وجود ثروة حيوانية تضم 12 مليون راس من الماشية و11 مليون راس من الاغنام تنتج غاز الميثان. وتساعد الماشية على تغيرات المناخ سواء من خلال غاز الميثان وحاجتها لمساحة أكبر من الارض لكل سعر حراري تمنحه مقارنة بالمحاصيل الزراعية مما يعني خسارة أكبر للغابات. ويمكن احتجاز الميثان او خفضه باستخدام انواع أفضل من العلف او سلالات الماشية ولكن يمكن ان يكون للزراعة أثر أكبر على التغيرات المناخية بتخزين الكربون في التربة. ويقول محللون أن من شأن ذلك احتجاز ما بين مليار وملياري طن من الكربون سنويا مقارنة بالانبعاثات السنوية جراء حرق وقود حفري وتبلغ 8.5 مليار طن. والتحدي الرئيسي ان كثيرا من الممارسات لتخزين مزيد من الكربون والحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري من السماد مثل الزراعة العضوية تقلل المحصول مقارنة ببدائل اخرى كثيفة المحصول. وقلص اتجاه لتحرير التجارة من احتياطيات الغذاء بينما ضاعفت التكنولوجيا الجديدة من مديونيات المزارعين. ويقول جيم هاركنس من معهد سياسة الزراعة والتجارة ومقره الولاياتالمتحدة «نتجاهل الامور التي تتهددنا.» وتعارض بعض الجماعات الصديقة للبيئة حلا محتملا واحدا وهو الاعتماد على محاصيل مهندسة وراثيا. ويمكن للممارسات الصديقة للمناخ ان تزيد من خصوبة الارض وتساعد في الاحتفاظ بالمياه. ويقول بيت سميث في اللجنة الحكومية للتغيرات المناخية التابعة للامم المتحدة ان المزارعين فى كينيا يزرعون الاشجار وسط المحاصيل لتقوية التربة المجهدة. ويضيف «يقطعون الاوراق من الاشجار سريعة النمو لاطعام الماعز لزيادة انتاجيتها ثم ياخذون السماد ويضعونه مرة اخرى في التربة مما يزيد من خصوبتها». وتخزن الاشجار الكربون في التربة والجذع. والممارسة الاخرى هي التقليل من حرث الارض للاحتفاظ بمادة عضوية تحتوى على نسبة عالية من الكربون تحت الارض ويمكن ان يساعد ذلك ايضا في مقاومة الجفاف لان الامتناع عن الحرث يبقي اوراق الاشجار على الارض لتحتفظ بالرطوبة. ولكن عدم تقليب التربة يمكن في الواقع ان يقلل الكربون داخل التربة نظرا لتحجرها مما يمنع نمو النباتات. هذا مثال اخر على احد الفروق الدقيقة إلى جانب صعوبة قياس حجم الكربون في الارض وحقيقة ان تخزينه يتم بشكل مؤقت وهو ما يخشى البعض انه يجعل القطاع غير مناسب لضمه إلى سوق تعويض الكربون. ويتيح تعويض الكربون للدول الغنية مواصلة بناء مصانع الفحم على سبيل المثال شريطة ان تمول خفض الانبعاثات في الدول النامية.