"محاكمة" اخترناه عنوانًا لهذه الصفحة، التي نحاكم فيها إدارات أندية دوري المحترفين، والدرجة الأولى، وكذلك بعض البرامج الرياضية المثيرة للجدل؛ ليتضح للقارئ والمتابع، ما لهذه الإدارات والبرامج، وما عليها. قُضاتنا مجموعة من الخبراء والمختصين، يمتلك كلٌ منهم تاريخًا كبيرًا، يؤهله ليكون قاضيًا في مجاله. يقدمون تحليلاً وتقييماً شاملاً لعمل كل إدارة وبرنامج؛ سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك بشفافية مطلقة. اليوم نحاكم إدارة نادي النصر، برئاسة سعود السويلم. والتي قدم فريقها موسمًا استثنائيًا، توج على إثره بطلًا لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.. فإلى التفاصيل: إدارياً : أكد رئيس نادي الأهلي الأسبق عبدالعزيز عبدالعال أن عمل إدارة نادي النصر في الموسم الماضي بقيادة سعود السويلم، يعد عملاً وإنجازًا فرديًا، وليس مؤسساتيًا؛ حيث كان يتركز على موسم واحد؛ من خلال الصفقات الكبيرة التي تم إبرامها، والتي تحتاج إلى مبالغ هائلة أخرى للاستمرار في الموسم القادم مع الفريق، والمحافظة على وضع الأصفر الفني لسنوات قادمة وأضاف: إنه رغم تحقيق لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، إلا أن العمل الإداري لا يصنف في المركز الأول على مستوى العمل الإداري لأندية دوري المحترفين؛ كون ظروف الأندية الأخرى الفنية، وأزمة الإصابات المتكررة ساعدت فريق النصر في تحقيق أقوى البطولات، والتي تحتاج إلى نفس طويل وهنا نقول: إن الإدارة النصراوية نجحت في استغلال الظروف والخروج ببطولة الدوري، ولكنها لم تعمل وفق مجموعة مؤسسية واعتمدت على قرارات شخصية في غالب الأحيان. فنيا : شدد المدرب الوطني خليل المصري على أهمية الدور الكبير الذي اتخذته الإدارة النصراوية، برفقة الجهاز الفني، وبمباركة من الجماهير الصفراء، وهي التركيز على بطولة واحدة في الموسم، وهي دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، والتي تم تحقيقها؛ نظرًا للعمل والاهتمام الكبير من قبل الجميع سواء من الإدارة أو الجهاز الفني، واللاعبين. وذكر المصري بأن النصر رغم فوزه في بداية مشوار الدوري، إلا أن المستوى الفني كان ضعيفًا في أغلب الفترات في ظل الخطط غير المجدية من قبل المدرب كارينيو، وتسبب ذلك في الخسارة بمباريات الدوري ثم البطولة العربية؛ ما أدى إلى إقالة المدرب وتكليف مدرب الأولمبي، والتعاقد مع المدرب البرتغالي فيتوريا الذي استطاع توظيف اللاعبين بشكل جيد، وتمكن من إنجاح موسمه بتحقيق لقب الدوري، والتأهل إلى دور الستة عشر آسيويا وأضاف : إن اللاعبين الأجانب في نادي النصر كان لهم الدور الكبير في حسم الأمور؛ خاصة المحترف المغربي حمد الله، الذي شهد مستواه تألقا متصاعدًا من مباراة تلو الأخرى. إعلاميا : الإعلامي عبيد كعدور أوضح أن العمل الإعلامي في نادي النصر، اتسم بالشكل الهجومي المبالغ فيه؛ بهدف التأثير على نتائج المباريات من خلال الاحتجاج على نقل مباريات الفريق إلى ملعب المجمعة، وعلى قرارات التحكيم وتقنية الفار،كما أن الإعلام شن حملات قوية تجاه فريق الاتحاد، بعد الخسارة أمامه في بطولة الدوري، والتي أثرت على الفريق وجعلته يتراجع للوصافة بعد الصدارة. الأمر الذي جعل بعض الإعلاميين يستنقص من الاتحاد؛ في ظل ظروفه التي كان يصارع الهبوط بها، ويتوعده بهزيمة تاريخية في نصف نهائي كأس الملك، قبل أن يخسر النصر التحدي للمرة الثانية وأضاف كعدور: إن هذا العمل الإعلامي، لا يهدف إلى مصلحة الجميع، وأكثر مايقال عنه : إنه يصب في مصلحة ناد واحد، ويؤثر على العلاقات بين الأندية والجماهير النصراوية ونظرائها في الأندية الأخرى. فكم شاهدنا من مقاطع وتغريدات بين الجماهير، تزيد من حدة التعصب الرياضي، ولا تعالجه؛ لذلك يجب على إدارات الأندية بشكل عام، تنظيم العمل والطرح الإعلامي. قانونيا : المستشار القانوني عمر الخولي أكد أن الأمور المالية غير الواضحة، التي أعلن عنها رئيس نادي النصر سعود السويلم بخصوص بعض الإدارات السابقة، تؤكد وتلزم بضرورة استمرارية العمل القانوني في الأندية بوجود أعضاء دائمين، لديهم المعلومات الكاملة والكافية؛ ليمدوا الجميع بالمعلومات والاستشارات، فمثلما نجد الجهاز الطبي يستمر لسنوات؛ لمعرفته بالوضع الصحي باللاعبين، وكذلك نجد أمين السر في النادي شخصا ثابتا؛ لذلك تثبيت العناصر القانونية أول عوامل النجاح في مختلف القضايا القانونية. وأضاف : إن العقوبة التي كاد أن يتعرض لها النصر بالحسم ثلاث نقاط؛ لعدم تسديد مستحقات اللاعب عبدالرحمن العبيد، هو احترافية وإدارية في المرتبة الأولى، ولكن من واجبات المستشار القانوني في المرتبة الثانية، أن يحذر النادي قبل إيقاع العقوبة.