حقق قطاع السياحة والسفر في المملكة نمواً متسارعا ، وفقاً لتقرير مركز المعلومات والابحاث السياحية (ماس) الذي قدر مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد السعودي بأكثر من 211 مليار ريال العام الماضي، مشيرا إلى التطور الشامل الذي يشهده خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد نجاح جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تأسيس بنية القطاع وتنظيمه، واعتماد لوائحه وأنظمته. وتعد السياحة الخارجية أكبر التحديات التي تستهدف رؤية المملكة تغيير وجهتها محليا ، وطبقا لأحدث بيانات "ماس" تراجع الإنفاق على السياحة الخارجية في عام 2018 بنحو 2 %، ليسجل أدنى مستوى منذ 2013، مقابل ارتفاع قيمة الإنفاق على السياحة المحلية بنسبة 4.1 %. وطبقا لبيانات "ماس" بلغ الإنفاق على السياحة الخارجية نحو 76.4 مليار ريال العام الماضي، مسجلا تراجعا للعام الثاني على التوالي، حيث انخفض في عام 2017 بنسبة 19.9 في المائة إلى نحو 78 مليار ريال. في حين بلغ الإنفاق على السياحة المحلية نحو 48 مليار ريال في 2018 مقارنة ب46.1 مليار ريال في 2017. وتشكل العطلات والتسوق النسبة الأكبر من إجمالي الإنفاق على السياحة المحلية بنسبة 40.3 % بنحو 19.4 مليار ريال في 2018. ، وسياحة الأعمال والمؤتمرات التي تشكل نحو 4.7 % من إجمالي الإنفاق على السياحة المحلية حيث تقدر بنحو 2.2 مليار ريال. فيما يقدر الإنفاق على التنزه والتسوق خلال العطلات في الداخل بنحو 40 مليار ريال ونسبتها تجاوزت52 % . ركزت رؤية 2030 على تطوير قطاع السياحة والترفيه ضمن برنامج التحول الوطني لتنويع مصادر دخل المملكة وتشجيع شراكة القطاع الخاص في هذا القطاع الحيوي وغيره من القطاعات وتحويلها إلى شرايين قوية لضخ الموارد غير النفطية في الاقتصاد والدخل العام ، والارتقاء بجودة الحياة في المدن السعودية وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين من خلال خطط تطوير المواقع السياحية وفق أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، إضافة إلى تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها كما هو بالنسبة لمدينة العلا بكنوزها التاريخية العريقة ، والعمل في انجاز أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم، وانشاء مدن ترفيهية حديثة بمقومات عصرية كمشروع "القدية" الذي سيكون عاصمة الترفيه المستقبلية في الرياض خاصة والمملكة عامة. وفي خططها الرامية إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، منحت المملكة تراخيص لشركات أجنبية عاملة في هذا القطاع، مستهدفة في نهاية 2020 أن تصل قيمة الاستثمارات السياحية إلى نحو 171.5 مليار ريال، وأن يصل عدد الوظائف إلى 1.2 مليون وظيفة في نهاية 2020. وبرصد مؤشر التوظيف المتصاعد في قطاع السياحة ، نجد أن عدد الوظائف المباشرة حتى نهاية عام 2018 م حقق زيادة قدرها 35.06 ألف وظيفة بنسبته 6.5 % لتبلغ 571 ألف مقارنة بالعام الأسبق 2017 م ، وتوزعت الوظائف إلى خمسة أنشطة، تصدرتها من حيث العدد "المطاعم والمقاهي" ب292.9 ألف وظيفة تشكل نحو 51.3 في المائة من إجمالي الوظائف المباشرة في قطاع السياحة. تلاها "مجموع الإيواء" بنسبة 26.2 في المائة بنحو 149.5 ألف وظيفة، ثم "خدمات نقل المسافرين" ب89.2 ألف وظيفة تشكل نحو 15.6 في المائة من إجمالي الوظائف المباشرة في قطاع السياحة. ثم "وكالات السفر والسياحة" ب21.7 ألف وظيفة تشكل 3.8 في المائة من الإجمالي. وآخر الأنشطة "الخدمات الترفيهية" ب17.7 ألف وظيفة تشكل 3.1 في المائة. بالنسبة لقطاع المنشآت السياحية تجاوز عددها في جميع مناطق المملكة 61 ألف منشأة، وتوقع تقرير هيئة السياحة ارتفاع العدد إلى حوالي 77.8 ألف منشأة سياحية بنهاية العام 2020م، فيما بلغ عدد الغرف والشقق الفندقية أكثر من 510 ألف غرفة وشقة فندقية، ومن المتوقع ارتفاعها الى 621.6 ألف غرفة وشقة فندقية في نهاية العام 2020 في جميع المناطق. اما أرباح وإيرادات وكالات ومؤسسات السياحة والسفر فبلغت نحو 8.4 مليارات ريال مع توقعات بارتفاعها العام الحالي 2019 إلى 9 مليارات ريال، وفي عام 2020 إلى 10 مليارات ريال. اما عن ايرادات الفنادق ومنشآت الإيواء السياحي فمن المتوقع ارتفاعها في عام 2019 إلى 37 مليار ريال، وفي عام 2020 إلى 40 مليار ريال.