اختتم معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ زيارة رسمية للجمهورية التونسية تلبية لدعوة تلقاها معاليه من معالي وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور بوبكر الأخزوري، واستمرت عدة أيام. وخلال الزيارة وقع معاليه مع نظيره التونسي على مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية ووزارة الشؤون الدينية في الجمهورية التونسية استهدفت توطيد أواصر التعاون الثنائي، وتحقيق التكامل بين الطرفين في مجال الشؤون الاسلامية. وأثناء وجوده في تونس قابل معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ دولة رئيس الوزراء التونسي (الوزير الأول) محمد الغنوشي، كما قام معاليه بزيارة لجامع الزيتونة الذي تمت عمارته عام 116ه، والمكتبة الوطنية التونسية، وجامع العابدين بقرطاج، وجامع عقبة بن نافع، ومركز التراث الاسلامي بالقيروان. وفي تصريحات لمعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد عن الزيارة افاد ان مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الوزارتين تنطلق من وحدة الاهداف والنظرة ازاء تجديد الفكر الاسلامي، ومشيرا الى ان مسؤوليات وزارات الشؤون الاسلامية والدينية مسؤوليات متشابهة كما ان اهدافها واحدة والتحديات التي تواجهها متقاربة. وأضاف ان مذكرة التفاهم بين بلدينا الشقيقين في الشؤون الدينية جاءت لترسم اطارا للتعاون في تجديد الاعمال الاسلامية والدينية، مشيرا الى ان المذكرة تتضمن التعاون في مجالات الانظمة والقوانين التي تنظم اعمال الشؤون الدينية وتبادل الخبرات في تلك الاختصاصات فضلا عن موضوع ادارة المساجد، وتأهيل الائمة والدعاة، وتجديد الخطاب الديني الذي يتوجه به المسؤولون عن المساجد والائمة والخطباء لعامة الناس وذلك وفق مقتضيات العصر ووفق ما يستجد فيه من مسائل، مؤكدا على اهمية رفع مستوى الفهم الديني للقائمين على المساجد ليصل الى العامة من مرتادي بيوت الله، وبالتالي تحقيق الفهم الصحيح لأمور دينهم.وبين معالي الشيخ صالح آل الشيخ ان لجانا من الجانبين ستتولى تفعيل مذكرة التفاهم وتنفيذ بنودها، لافتا النظر الى ان وزارة الشؤون الاسلامية لديها اتفاقيات مماثلة مع 13 دولة وهي تحرص دائما على تنفيذها والسير بها قدما. وعلى صعيد متصل تطرق معاليه الى المشكلات الراهنة وأساليب معالجتها خاصة خطر الارهاب والضلال الفكري الذي ينبع ممن يتسمون بالمسلمين وهم يتخذون التكفير شعارا ودثارا لهم مؤكدا في هذا الاطار على ضرورة مواجهتهم مواجهة كاملة لانهم يجنون على الفهم السليم لهذا الدين وبالتالي قد تنشأ اجيال تفهم او تظن ان ذلك هو المطلوب في دين الله. وقال: لابد من مواجهة كل من يمس الامن الفكري والامن الديني والامن العقدي والامن الروحي بقوة وحزم، مشيرا الى ان الجهات الدينية هي التي يجب ان تتصدى لهذا الامر بالدرجة الاولى الى جانب الجهات العلمية والفكرية والثقافية، ومؤكدا في الوقت ذاته ان اقوى ما يواجه به الفكر هو الفكر، وأقوى ما يواجه به الضلال في العقل المواجهة العقلية العلمية من الحكماء والعلماء والفقهاء. وبين معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ان مما تتضمنه مذكرة التفاهم ايضا التعاون وتبادل الخبرات في تنظيم الزكاة وطريقة العناية بها وكيفية وصولها الى مستحقيها في حدود بلد كل جهة موضحا ان فقراء كل بلد هم الاحق بمال اهل البلاد.وتناول معاليه في سياق تصريحه التعاون المشترك بين المملكة وتونس في مجالات تنظيم المسابقات القرآنية في البلدين داعيا الى ان تكون هادفة لما فيه الخير للإنسان وان لا تكون مستغلة من اي طرف من الاطراف. من جانبه نوه معالي وزير الشؤون الدينية التونسي ابو بكر الأخزوري بتوقيع مذكرة التفاهم مع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية وبما تتضمنه من مواد تتصل بالتعاون وتبادل الخبرات وتنسيق المواقف في مختلف المسائل ذات الاختصاص. وأكد ان هناك حاجة ماسة اليوم لوضع اطار للتعاون في تلك المجالات في ضوء الاهمية البالغة لقضايا الفكر في عالم اليوم ومن اجل مجابهة التحديات المختلفة داخليا وخارجيا مما يتطلب معه تكوين عقول ووجدان الابناء التكوين السليم وبالتالي الابتعاد عن كل انزلاق مستعرضا ايضا ابرز المكونات الأخرى لمذكرة التفاهم بين الوزارتين. ورأى الوزير التونسي ان المذكرة تعبر عن التمسك بالخصوصية والانتماء الحضاري الى جانب التكاتف من أجل محاورة الآخر بالندية التي لا تتأتى الا بالتواصل بين الاشقاء لتكوين شبكة قادرة على الحوار البيني ومن ثم محاورة الآخر، مسجلا بالتقدير والثناء الدور الذي قامت به المملكة في استضافة وتنظيم المؤتمر الثامن لوزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية بالعالم الاسلامي الذي عقد في محافظة جدة مؤخرا مثمنا التوصيات التي توصل اليها المؤتمر.