أبرز مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جهود المملكة في المساعدات الخارجية التي بلغت مستويات قياسية خلال السنوات القليلة الماضية، فقد بلغ حجم المساعدات السعودية منذ عام 1996 م وحتى عام 2018 م أكثر من 86 مليار دولار أمريكي شملت 81 دولة حول العالم. جاء ذلك خلال ندوة أقيمت أمس, بعنوان “جهود المملكة العربية السعودية الإنسانية” شارك فيها المتحدث الرسمي للمركز الدكتور سامر بن عبدالله الجطيلي ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة وممثل البرنامج لدى دول مجلس التعاون الخليجي عبدالمجيد يحيى أحمد، ضمن فعاليات مهرجان منظمة التعاون الإسلامي بدورته الثانية الذي يعقد تحت شعار “أمة واحدة يجمعها التعاون على الخير والعدل والتسامح”، ويستمر حتى 27 أبريل الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وأفاد الجطيلي خلال الندوة بأن التوجيهات الكريمة صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 مايو من عام 2015م، ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقًا للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة، وليصبح منارة دولية للإغاثة والأعمال الإنسانية ورسالة واضحة للعالم مفادها أن هذا الوطن عنوان للسلم والسلام والحرص على حياة الإنسان. وأوضح أن المركز تمكن منذ تأسيسه حتى الآن من تنفيذ 996 مشروعًا في 44 دولة بقيمة إجمالية تبلغ 3 مليارات و254 مليونًا و261 ألف دولار أمريكي، بلغت المشاريع المخصصة للمرأة 225 مشروعًا بقيمة 389 مليونًا و682 ألف دولار، والمشاريع المخصصة للطفل 234 مشروعًا بقيمة 529 مليونًا و463 ألف دولار. واستطرد الجطيلي أن المركز نفذ 330 مشروعًا في اليمن بقيمة مليار و997 مليون دولار أمريكي بالشراكة مع 80 شريكا من الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، توزعت ما بين مشروعات الأمن الغذائي والصحة والتعافي المبكر ودعم وتنسيق العلميات الإنسانية والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، والإيواء والمواد غير الغذائية والحماية والتعليم والخدمات اللوجيستية والتغذية والاتصالات في حالات الطوارئ وغيرها. واستعرض جهود المركز لدعم اللاجئين السوريين والفلسطينين في لبنان والأردن وتركيا ومختلف مناطق النزوح وفي داخل بلادهم، وأيضا مساعداته المتواصلة للمتضررين من الفيضانات والسيول في الصومال وباكستان وتوزيع السلال الغذائية وتنفيذ برامج لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي والإصحاح البيئي والخدمات الطبية بالمناطق المحتاجة في البلدين. وأبرز الجطيلي بعض المشاريع النوعية التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” المختص بتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية، ومشروع إعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي، حيث إن المركز ينفذ حاليًا برنامجًا متكاملا لتأهيل 2000 طفل يمني. وأشار المتحدث الرسمي للمركز إلى الانتهاكات تجاه العمل الإنساني في اليمن حيث صادرت المليشيا الحوثية السفن والقوافل الإغاثية وشاحنات المساعدات واستخدمت الأسلحة المضادة للطائرات في المواقع المدنية، فضلاً عن مهاجمتها أراضي المملكة بالصواريخ الباليستية و قذائف الهاون والمدفعية والكاتيوشا مما أوقع 112 شهيدًا مدنيًا و 954 جريحًا وإلحاق أضرار ب 41 مدرسة و 6 مستشفيات و 20 مسجدًا مع نزوح أكثر من 20 ألف مواطن. وتطرق الجطيلي للتعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الغذاء العالمي لتنفيذ مشروع الاستجابة الإنسانية للأمن الغذائي لمهجري الروهينغا من ولاية راخين في ميانمار، القاطنين بمخيمات كوكس بازار في بنغلاديش، والشراكة بين الجانبين لتفادي حدوث المجاعة في اليمن، وتقديم المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ وتوفير الأمن الغذائي في عدة دول حول العالم. من جانبه, تحدث عبدالمجيد يحيى أحمد عن الجهود المشتركة في قطاع الغذاء مع المركز، معرباً عن اعتزازه بهذه الشراكة، وخصوصًا في الجمهورية اليمنية, حيث يعمل البرنامج والمركز معًا لتقديم المساعدات في شتى أنحاء اليمن، وهذه الشراكة تغطي معظم مناطق اليمن. وأكد أن الدعم المالي المقدم من المركز لبرنامج الأغذية العالمي يُمكّن البرنامج من الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمستفيدين من أبناء الشعب اليمني، وأن الدور الميداني الكبير لمركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن شهدت به جميع المنظمات الإنسانية الدولية، مفيداً أن شراكة برنامج الأغذية العالمي ومركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن هدفها واحد وهو تخفيف المعاناة عن المحتاجين، بعيداً عن أي أهداف أخرى.