حذرت واشنطن من أنها ستفرض عقوبات على تركيا إذا مضت قدماً في إتمام صفقة شراء المنظومة الصاروخية إس-400 (S-400) روسية الصنع، مهددة بتصعيد مكثف لاضطرابات الأسواق المالية، التي لا تزال متأثرة سلبياً على خلفية المواجهة الدبلوماسية التي حدثت في العام الماضي بحسب نقلت شبكة “بلومبيرغ” الإخبارية الامريكية. وكان وزير الخارجية التركي قد اكد التزام بلاده بشراء المنظومة الروسية إس-400 . وقال مولود جاويش أوغلو إن التحركات، التي قام بها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بهدف منع بيع المقاتلات الهجومية من طراز إف-35 (F-35) من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، إلى تركيا رداً على الصفقة الروسية المخطط لها تعد “انتهاكاً للقانون الدولي”. وبعد سنوات من رفضها بيع تركيا نظام الدفاع الصاروخي طراز “باتريوت”، أخطرت وزارة الخارجية الأميركية الكونغرس في ديسمبر بأنها اقترحت اتخاذ تلك الخطوة، فيما يعد مناورة تهدف إلى دفع أنقرة للتراجع عن إتمام صفقة منظومة صواريخ إس-400 مع روسيا، والتي يمكن أن تمثل تهديداً لأسرار تكنولوجية تابعة للناتو. وفى سياق منفصل تنطلق اليوم “الاحد” أول انتخابات محلية بتركيا بعد إقرار النظام الرئاسي في البلاد، تشارك فيها 13 حزبا، يتقدمها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) المتحالف مع حزب الحركة القومية، ويحمل تحالفهما اسم “تحالف الجمهور”، بينما تخوض العديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم “تحالف الأمة” بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و”الخير”، وكذلك حزب الشعوب الديمقراطي. وقبل يوم واحد من الإجراء الانتخابي الذي تشكك في نزاهته المعارضة نتيجة سياسات النظام الحاكم الذي يسعى للسيطرة على مفاصل البلاد بالكامل، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدام لغة التهديد في التعامل مع المعارضة خلال خطاباته، حيث قال أردوغان في تجمع انتخابي لحزبه بمنطقة “مال تبه” بمدينة إسطنبول “إن إدارة الاقتصاد التركي مهمتنا، وسجلات هؤلاء جميعا (في إشارة للمعارضة) تحت أيدينا، ونعلم جيدا أمورهم التي لا تخلو مما هو مبكٍ”. واستطرد أردوغان مستخدما لغة التهديد “علينا أن نوجه لهم صفعة عثمانية في تلك الانتخابات، علينا ألا نفقد الأصوات، ونتحد جميعا”، وكعادته اتهم أردوغان تحالف المعارضة ب”دعم الكيانات الإرهابية”. ودأب أردوغان مؤخرا على استخدام عدة أساليب ضد المرشحين المعارضين، منها السجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة، في خطوة يعتبرها المعارضون في البلاد ذريعة للتغطية على فشله وحزبه في إدارة البلاد اقتصاديا. في غضون ذلك أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي شمل عدداً من المدن التركية الكبرى تفوق مرشحي تحالف المعارضة في معظمها على منافسيهم من مرشحي تحالف أردوغان. وحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ”، أجرت الاستطلاع، مؤخراً، شركة الأبحاث المعروفة اختصاراً باسم (PİAR) في 6 مدن كبرى هي: العاصمة أنقرة، إسطنبول، إزمير، أنطاليا، أضنة، وآيدين. وتشير نتائج الاستطلاع إلى خسارة حزب العدالة والتنمية العاصمة أنقرة، ومدينتي إسطنبول وأنطاليا. وأظهرت النتائج حصول مرشح تحالف المعارضة في أنقرة منصور يافاش على 54.7% من أصوات المشاركين بالاستطلاع، مقابل 43.2% لمرشح تحالف الحزب الحاكم محمد أوزهسكي لرئاسة بلدية المدينة. وفي مدينة إسطنبول، فحصل مرشح تحالف المعارضة أكرم إمام أوغلو، في استطلاع الرأي، على 50.3% مقابل 48.2% لمرشح تحالف أردوغان وحزب الحركة القومية لرئاسة بلدية المدينة. وفي مدينة إزمير (غرب) فحصلت مرشح “تحالف الأمة” المعارض تونج سوير على 63.1% مقابل 35.6% لمرشح “تحالف الشعب” نهاد زيبكجي، وزير الاقتصاد الأسبق لرئاسة بلدية المدينة، حسب نتائج أحدث استطلاع للرأي.