يتمظهر العنف ضد الأطفال في إيران بعدة أشكال ولاسيما ” الإعدام” خاصة للأطفال دون 18 سنة, وهو من أشد الموضوعات إثارة في مجال ” انتهاك حقوق الإنسان في إيران”، ففي انتهاك فاضح للقانون الدولي, تنفذ إيران ما يعرف ب” الإعدامات الجماعية”, فضلاً عن انتهاكها لحقوق الطفل, حيث تعد إيران من دول قليلة ما زالت تقوم بإعدام الأطفال. وكان المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمان” قد عرض تقريراً تعلق بوضع ملف حقوق الإنسان في ايران, مؤكداً فيه استمراريه اعدام القصر دون 18 عاما, وأن هذه الإعدامات منافيه للقوانين والاتفاقيات الدولية, وعلي الرغم من أن إيران عضو في “معاهدة حقوق الطفل”, إلا أن المحاكم لا تزال تصدر احكاما بالإعدام بحق الأفراد دون 18 عاما. وقد ظهرت حالات تم التحقيق فيها واصدار الحكم بحق الأطفال من دون وجود محامي في القضية ،في حين يقع الطفل غير البالغ فيها تحت تأثير التلقين المباشر من الآخرين أو يكون مرعوبا وخائفا أو انه لا يعرف حقوقه كاملة في الدفاع والمحاكمة, وهذه امور تخالف اصول للمحاكمات العادلة. فى غضون ذلك طالب منظمة العفو الدولية حكومة الملالي بالوقف الفوري لإعدام ثلاثة شبان محكومين بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا دون سن 18. وعلمت المنظمة أن “شايان سعيدبور” و” بويان” ذو17 عاما, و” رضا كودك” وهو في 14 من عمره , و” صالح شريعتي” وهو في 16 من عمره ، قبض عليهم لجرائم منفصلة ارتُكبت وهم قصر ومهددون بالإعدام الوشيك. هذا غير الإعدامات التي تم تنفيذها بالفعل بحق الأطفال في عام 2018 وعددهم 6 أطفال وهم ” ابو الفضل جزاني" والذي اُلقي القبض عليه في عامه ال 14″ وكذلك ” رستمي” 22 عاما, و ” امير حسين بور جعفر” و” زينب سكاوند" البالغة من العمر 24 سنة و ” محبوبه مفيدي" في عامها ال 17″. والأمر الباعث على القلق أيضاً, تنفيذ عمليات إعدام الأطفال على وجه السرعة للحد من فرص التدخلات الجماهيرية أو القانونية لإنقاذ حياتهم. فلإيران سجل مروع فيما يتعلق بتنفيذ عقوبة الإعدام وخاصة إعدام الأطفال. وفي سياق منفصل تجمع المتقاعدون عن العمل أمام البرلمان الإيراني اعتراضا علي انخفاض معاشاتهم باستمرار, فضلا عن عدم تسديد معاشاتهم رافعين لافتات مكتوب عليها ” المصاريف بالدولار ومعاشنا بالريال الإيراني” المنهار أمام الدولار الأمريكي, وما يترتب عليه من حرمانهم من خدمات التأمين الاجتماعي والعلاج , كما نظم المتقاعدين من الحكومة والجيش مسيرات اعتراضا علي أوضاع المعيشة الصعبة رافعين شعارات ” الغلاء, التضخم بلاء روح الشعب”. وليس طبقة ” المتقاعدين عن العمل” فحسب التي تعاني عدم تسديد معاشاتهم, بل قام عمال محطة ” غول جوهر” بمدينة ” سيرجان” الإيرانية بإضراب احتجاجا علي عدم تسديد رواتبهم لخمسة أشهر ماضية, وكذلك عمال بلدية ” فيغان” و ” الفلاحية. هذا في الوقت الذي تم التنظيم فيه إلي وفقه احتجاجية أمام النيابة العامة من قبل مودعي مؤسسه ” آرمان وحدت” المالية المفلسة احتجاجا علي عدم تحقيق مطالبهم واسترداد أموالهم, كذلك اعتصم عمال مصنع ” جهان” للزيوت الغذائية بمدينة ” زنجان” للمرة الثامنة احتجاجا على عدم تسديد رواتبهم. وتتعالى الاصوات المطالبة بالوقفات الاحتجاجية, حيث دعا المهندس ” حشمت الله طرزدي” الناشط السياسي الإيراني الشباب للنزول يوم 1 مارس إلي الميادين والشوارع الرئيسية احتجاجا علي الغلاء. كما نظم طلاب جامعة” برديس” الزراعية بمدينة “كرج” وقفة احتجاجية على وضعية الطعام المقدم للطالب, هذا بينما تم حجز عدد من الطلاب الجامعيين في المستشفى علي أثر التسمم الغذائي. وكل هذه الاحتجاجات والمسيرات التي تشمل أغلب المدن والأقاليم الإيرانية تتزامن مع اقتراب رأس السنة الإيرانية, وكأنها اشاره إلي اقتراب انهيار النظام الإيراني بفضل هذه الاحتجاجات والاعتصامات.